قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس، إن دمشق سحبت بالفعل بعضا من قواتها من مدن تماشيا مع خطة السلام التي توسطت فيها الأممالمتحدة لانهاء أعمال العنف المستمرة في البلاد منذ عام. وأبلغ المعلم الصحفيين في موسكو أن سوريا تريد أن يكون لها "رأي في اختيار الدول التي يأتي منها المراقبون" الذين سيشرفون على تنفيذ وقف اطلاق النار في البلاد. وأضاف "أرى أن وقف العنف المستدام يجب أن يكون متزامنا مع وصول بعثة المراقبين الدوليين". وبدا وزير الخارجية السوري وليد المعلم محادثات أمس في موسكو في محاولة لاقناع روسيا بالاستمرار في دعم النظام السوري حتى مع تضاؤل الامل بتنفيذ خطة موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان للخروج من الازمة في سوريا. وروسيا من القوى العظمى القليلة التي قدمت دعما لنظام بشار الاسد الا انها دعمت في الوقت نفسه خطة انان لوضع حد لاعمال العنف المستمرة منذ اكثر من عام في سوريا. وتتزامن زيارة المعلم الى روسيا مع انتهاء المهلة المحددة في خطة انان لانسحاب القوات النظامية من المدن السورية التي تشهد تمردا الا ان الامر لم يتم بعد. وصرح نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف يوم الاثنين "لدينا خطة انان وفيها نقاط محددة ونحن ندعم الخطة بشكل كامل"، حسبما نقلت عنه وكالة انترفاكس. ومن المفترض ان يجري المعلم الذي وصل الى روسيا في وقت متاخر من يوم الاثنين، محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وانتقدت روسيا الغرب مرارا على موقفه الاحادي من النزاع، الا ان اشارات بنفاذ صبرها من تشدد النظام السوري بدات تظهر في الاسابيع الماضية. وقالت موسكو ان موقفها موضوعي بينما يتهمها ناشطون للدفاع عن حقوق الانسان باعطاء ضوء اخضر لاعمال القمع والعنف التي اسفرت عن مقتل اكثر من تسعة الاف شخص بحسب حصيلة للامم المتحدة. والاسبوع الماضي، اعلنت موسكو دعمها لبيان صدر عن مجلس الامن الدولي دعا سوريا الى الالتزام "باسرع وقت" بمهلة العاشر من أفريل لجهة سحب قواتها واسلحتها من المدن السورية. وتدعو خطة انان الى وقف القتال تحت اشراف الاممالمتحدة، وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات، والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث والسماح بالتظاهر السلمي. واعلنت الاممالمتحدة في 2 أفريل ان سوريا وافقت على الخطة التي تنص على سحب القوات في موعد اقصاه صباح أمس، تمهيدا لوقف شامل لاطلاق النار بعد ذلك بثمان واربعين ساعة. وكتبت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الليبرالية ان "دمشق تواجه خطر خسارة موسكو، اذ يمكن ان يكلف فشل خطة انان بشار الاسد غاليا". وكانت وزارة الخارجية الروسية اعلنت الاسبوع الماضي ان "تطور علاقات الصداقة القديمة والمتعددة الاوجه بين سوريا وروسيا" سيطرح ضمن المباحثات الثلاثاء مع وزير الخارجية السوري. كما حثت روسيا الحكومة السورية على العمل "بحسم أكبر" لتنفيذ خطة السلام للمبعوث الدولي كوفي عنان، ودعت أيضا الدول الاجنبية الى استخدام نفوذها لدى المعارضة السورية للضغط عليها حتى توقف اطلاق النار فورا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في افادة صحفية مشتركة بعد محادثاته مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم "قلنا لزملائنا السوريين...اننا نعتقد ان تحركاتهم يمكن ان تكون أكثر نشاطا وحسما فيما يتعلق بالوفاء بنقاط الخطة". الصين تطلب من كل الأطراف في سوريا الالتزام بوقف اطلاق النار ومن جهته، عبر ليو وي مين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية مجددا عن آماله في أن تلتزم الحكومة السورية وجماعات المعارضة على الفور بوقف اطلاق النار الذي توسطت فيه الأممالمتحدة. وقصفت قوات سورية قرى وأطلقت النيران عبر الحدود وتواجه اتهامات بارتكاب مذابح في الساعات السابقة لمهلة وقف اطلاق النار، الأمر الذي يتشكك كثيرون في أنه سيوقف العنف فعليا في البلاد. وزير خارجية تركيا يقطع زيارة للصين بسبب سوريا وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية أمس، إن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو قطع زيارته إلى الصين وسيعود إلى تركيا بسبب التطورات الأخيرة في سوريا. ويقوم داود أوغلو بزيارة رسمية إلى الصين مع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بدأت يوم السبت وكان من المقرر أن يعود في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وأصيب خمسة أشخاص على الأقل بينهم تركيان في مخيم للاجئين في تركيا على الحدود مع سوريا أول أمس الإثنين. في حين أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في الصين، حيث يقوم بزيارة ان اطلاق النار من الجانب السوري على مخيم للاجئين في تركيا يشكل "انتهاكا واضحا" للحدود بين البلدين. وصرح اردوغان امام صحافيين في بكين "لقد حصل انتهاك واضح للحدود، وتم التحقق منه ... وسنتخذ بالطبع الاجراءات اللازمة". بينما أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي عقده في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ان تركيا "تحتضن مسلحين" وتسمح لهم بخرق الحدود وتهريب السلاح الى سوريا. وقال المعلم "تركيا لا تستقبل فقط مهاجرين اجبروا على ترك منازلهم من قبل الجماعات الارهابية المسلحة، تركيا تحتضن مسلحين وتقيم لهم معسكرات تدريب وتسمح لهم بخرق الحدود وبتهريب السلاح من اراضيها". واضاف ردا على سؤال حول اطلاق النار السوري الاثنين على الحدود التركية، "سوريا دولة ذات سيادة ومن حقها الدفاع عن سيادتها ضد اي خرق لهذه السيادة". واعتبر ان "كل هذه الاعمال تتعارض مع مهمة كوفي انان وخطة النقاط الست وخصوصا العمل على وقف مستدام للعنف من اي طرف كان"، مشيرا الى انه تبلغ من عنان في آخر اتصال هاتفي معه ان وقف العنف "سيتبعه مباشرة نزع سلاح الجماعات المسلحة". انان يصل الى تركيا لتفقد مخيمات اللاجئين السوريين ووصل موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان أمس، الى تركيا حيث من المقرر ان يتفقد مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود بين تركيا وسوريا، حسبما افاد دبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس. وتاتي زيارة عنان غداة اطلاق نار من الجانب السوري ادى جرح اربعة سوريين وتركيين اثنين في الاراضي التركية، مما اثار استنكار انقرة.