عقد مجلس الأمن الدولي أمس، جلسة مشاورات مغلقة بشأن الوضع في سوريا، وفي السياق قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنه تم سحب بعض وحدات الجيش من المدن تطبيقا لخطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لإبداء حسن النية، غير أن المعارضة صعدت هجماتها في محافظات أخرى. وأوضحت مصادر دبلوماسية أن عنان سيوجه رسالة إلى السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة سوزان رايس بصفتها الرئيسة الحالية لمجلس الأمن تتضمن تقديراته للوضع في سوريا، والخيارات الممكنة بعد انتهاء مهلة سحب القوات يفترض أنها انتهت أمس. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه وجّه نداء أخيراً إلى النظام السوري من أجل وقف الهجمات على المدنيين قبل ساعات من انتهاء المهلة المحددة لسحب قوات الجيش النظامي وأسلحته الثقيلة. كما شجب بان إطلاق النار من قبل قوات سورية عبر الحدود مع لبنان وتركيا. وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري وليد المعلم إن الحكومة السورية أبلغته أنها بدأت تنفيذ متطلبات تتعلق «باستخدام الأسلحة» في المدن والبلدات. وطالب لافروف جميع الجهات بالتوقف عن استهداف الصحفيين، مؤكدا أهمية وجودهم في كل مكان بسوريا، ومشددا على أهمية المتابعة الموضوعية. وانتقد تصريحات المجلس الوطني السوري وقال إنها تؤدي إلى إفشال مهمة كوفي عنان. من جانبه، قال وليد المعلم إنه شرح للوزير لافروف الخطوات التي قامت بها الحكومة السورية لإظهار حسن النية تجاه خطة عنان ذات النقاط الست، وأوضح أن التنسيق بين البلدين يتم بصورة يومية، مضيفا أنه تم سحب بعض وحدات الجيش من بعض المحافظات تنفيذا لبنود الخطة، كما سمحت دمشق لأكثر من 28 محطة إعلامية بالدخول إلى سوريا منذ 25 مارس الماضي، واستقبلت سوريا رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتم التوصل إلى تفاهمات بشأن دخول المساعدات بالتعاون مع الهلال الأحمر. وتابع الوزير السوري أنه تم الإفراج عن عدد من المعتقلين «ورغم كل هذه الخطوات كنا نلاحظ يوميا تصاعد عمليات المجموعات الإرهابية المسلحة وانتشارها في محافظات أخرى». من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن مقتل ثلاثة مواطنين سوريين لاجئين في مدينة كيليس التركية إثر إطلاق القوات السورية النيران عليهم انتهاكٌ واضح لحدود تركيا. وكان لاجئان سوريان لقيا مصرعهما وجرح 19 آخرون في إطلاق نار استهدف مخيم كيليس للاجئين السوريين في تركيا، وقد حمّلت السلطات التركية مسؤولية ذلك للجيش النظامي السوري، وطالبت دمشق بوقف العمليات العسكرية على الحدود التركية.