* إنزلاق خطير مناقض للشرعية ونقابات اسبانية تندد وتتضامن القضية الصحراوية قررت الجزائر استدعاء سفيرها بمدريد من اجل التشاور، باثر فوري, وهذا عقب تصريحات صدرت عن اعلي السلطات الاسبانية تشكل "تحولا مفاجئا" في موقفها بخصوص ملف الصحراء الغربية, حسبما أورده السبت بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج. واوضح البيان ان "السلطات الجزائرية التي اندهشت من التصريحات التي صدرت عن أعلى السلطات الاسبانية بخصوص ملف الصحراء الغربية وتفاجأت بهذا التحول المفاجئ لموقف القوة المديرة السابقة للصحراء الغربية, قد قررت استدعاء سفيرها بمدريد للتشاور بأثر فوري". وعبّرت جبهة البوليساريو، في بيان، عن "استغرابها" من موقف الحكومة الإسبانية دعم مقترح المملكة المغربية منح حكم ذاتي للصحراء الغربية مقابل انهاء النزاع الدبلوماسي بين الرباطومدريد. وقال البيان "بكثير من الاستغراب، اطلعت حكومة الجمهورية الصحراوية والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادى الذهب (بوليساريو) على محتوى البيانين الصادرين عن المحتل المغربي وحكومة القوة المديرة الاسبانية". وأكد البيان أن "الموقف المعبر عنه من الحكومة الإسبانية يتناقض بصفة مطلقة مع الشرعية الدولية"، مشيرا إلى أن "الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ومحكمة العدل الدولية ومحكمة العدل الأوروبية وكل المنظمات الإقليمية والقارية لا يعترفون، جميعهم، بأي سيادة للمغرب على الصحراء الغربية". وحمّل بيان البوليساريو إسبانيا ومعها فرنسا باعتبارهما قوتين مستعمرتين سابقتين، مسؤولية "الدفاع عن الحدود الدولية المعترف بها" بين الصحراء الغربية و"جيرانها الثلاثة، المغرب و الجزائر وموريتانيا". ودعا القوى السياسية في مدريد إلى "الضغط على الحكومة الإسبانية لتصحيح هذا الخطأ الفادح". .. إنزلاق خطير مناقض للشرعية وتطلعات الإسبان عبرت نقابات ولجان عمالية إسبانية عن إدانتها الشديدة لخطوة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيث ضد الشرعية الدولية في الصحراء الغربية، في رسائل تضامنية مع الشعب الصحراوي وكفاحه العادل وفي بيانات توصل بها إتحاد عمال الساقية الحمراء ووادي الذهب السبت. ونددت هذه النقابات والهيئات، عن إدانتها للموقف الذي يشكل تنصلا واضحا وفاضحا من قبل مدريد من إلتزاماتها التاريخية والسياسية والقانونية والاخلاقية والإنسانية في الإقليم المحتل، الذي لازال على ذمة إسبانيا الرسمية في نظر القانون الدولي حتى يتمكن الشعب الصحراوي من حقوقه المشروعة في تقرير المصير والإستقلال ويظل وحده المخول للإختيار. وأعربت الهيئات النقابية الإسبانية، عن قلقها البالغ إزاء ما وصفته بالإنزلاق الخطير والموقف المناويء والمناقض لمواثيق القانون ومقتضيات الشرعية الدوليين، بل وغير المنسجم مع المواقف الشعبية الإسبانية الداعية للانتصار للحق في الصحراء الغربية . وأبرزت منظمات (Comisiones Obreras) و UGT, Confederación, Intersindical, (LAB) (ELA, AIC, CIG و USO في بياناتها وردود فعلها حيال الخطوة الإسبانية المفاجئة وغير المحسوبة بأنها تأتي عكس تيار مساعي التكفير عن أوزار الأمس في المستعمرة الإسبانية السابقة، فعوض أن تتجه الجهود إلى تحقيق تسوية نهائية عادلة وعاجلة للنزاع الذي طال أمده بفعل تخلي حكومات قصر المونكلوا المتعاقبة عن مسؤولياتها، معتبرة أن ما ذهبت إليه الحكومة الحالية يساهم بشكل ممنهج في تأزم الوضع الحالي وديفع إلى مزيد من التصعيد أكثر مماهو عليه أصلا، ويذكي التوتر ويبتعد بمدريد عن جادة الشرعية الدولية . وأشارت الهيئات النقابية الإسبانية إلى تطلعها لِأن تلعب بلادها الدور المنوط بها وفق ما تستدعيه التزاماتها، ليس فقط لدورها في المنطقة وإنما بضلوعها في المسألة ووضعيتها الحالية.