اختارت اغلب الأحزاب السياسية العاصمة، لاختتام آخر نشاطاتها الدعائية في إطار الحملة الانتخابية، خاصة وان العاصمة تعرف بضعف نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع رغم ثقلها السياسي إذ تحوز على 37 مقعدا انتخابيا. تشهد العاصمة اليوم عبر القاعات المخصصة للدعاية الانتخابية نشاطا مكثفا يميزه نزول اغلب قادة الأحزاب لتنشيط تجمعات شعبية في محاولة أخيرة لاستمالة الناخب العاصمي المعروف بعزوفه عن الفعل السياسي. وفي هذا الإطار ينشط الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم تجمعا بالقاعة المتعددة الرياضات بئر خادم، ويسبقه احمد اويحي بتنظيم تجمع لتأييد قائمة حزبه، ونفس الشيء بالنسبة للافافاس وحزب الفجر الجديد. لكن أهم ما يميز النشاطات الدعائية بالعاصمة أن العديد من قادة الأحزاب اختاروا اللقاءات الجوارية والتجول في الأحياء الشعبية تجنبا لأي فشل محتمل للتجمعات التي يقاطعها المواطن العاصمي، ولوحظ أن اغلب الأحزاب تستعين في تجمعات العاصمة باستقدام مواطنين من الولايات المجاورة. وتطرح مسالة عدم تفاعل المواطن في العاصمة مع الحراك السياسي تخوفات كبيرة لدى المتسابقين على مقاعد البرلمان، فقد أثبتت التجارب الانتخابية السابقة أن نسبة المشاركة في العاصمة تسجل انخفاضا كبيرا مقارنة بباقي ولايات الوطن، سيما الولايات الداخلية رغم أن الثقل السياسي للعاصمة ورهاناتها، فضلا عن رمزيتها تفرض على الأحزاب والسلطة ضغطا كبيرا. بالنسبة للأحزاب الكبرى، تمثل العاصمة حصة كبيرة من المقاعد، ما يعني أن الحزب الأكثر نفوذا وهيكلة بإمكانه إحداث الفارق في نتائج الاقتراع، أما الأحزاب الصغيرة فترى أن العدد الكبير من المقاعد والمقدر ب 37 بإمكانها تحقيق حلمها في الحصول على مقعد أو مقعدين ضمن ما تسمى عملية تشتيت الأصوات إذا ما اقبل المواطن على الاقتراع بقوة. ويتنافس في العاصمة 44 حزبا سياسيا وعشرات القوائم المستقلة على 37 مقعدا انتخابيا. وتبقى نسبة المشاركة الرهان الحقيقي لكل المتنافسين.