يعود اليوم قادة الأحزاب السياسية إلى العاصمة في الساعات الأخيرة المتبقية من عمر الحملة الانتخابية لتشريعيات 10 ماي، لخوض آخر المعارك قبل موعد الحسم الذي يقررّه صندوق الاقتراع الخميس المقبل، معركة سيخرج لها المتنافسون آخر أوراقهم الانتخابية في تجمعات المؤكد أنها ستكون استعراضية، لأن آخر التجمعات هي ما ستحتفظ به ذاكرة الناخبين قبل الإدلاء بأصواتهم، كما أن الرهان في العاصمة يحدده 37 مقعدا وما يقارب 2 مليون صوتا انتخابيا. بعد 21 يوما جاب خلالها قادة الأحزاب السياسية أغلب ولايات الوطن شرقا وغربا، جنوبا ووسطا، تضرب العاصمة اليوم موعدا لكل هؤلاء دون اتفاق مسبق فقد أجمعت خياراتهم على اختلاف توجهاتهم السياسية والإيديولوجية على أن تكون العاصمة المحطة الأخيرة والمعركة الأخيرة. معركة العاصمة التي اختار لها كل حزب »ورقته الرابحة« أو »الجوكر« الذي يعتقد أنه قادر على أن يحصد له أكبر عدد من ال37 مقعدا محل التنافس واستقطاب أصوات أكبر عدد من الناخبين من المنتظر أيضا أن يخرج قادة الأحزاب في تجمعات اليوم التي ستكون بالأساس لاستعراض العضلات كل أوراقهم الانتخابية لأنها المعركة الأخيرة في الساعات الأخيرة من عمر الحملة الانتخابية وآخر ما يظلّ عالقا في أذهان الناخبين بعد 3 أسابيع كاملة سمعوا خلالها الكثير من الخطب السياسية والوعود الانتخابية. اختيار العاصمة لاختتام الحملة الانتخابية تحوّل إلى تقليد سياسي في المواعيد الانتخابية الأخيرة في الجزائر، لعدّة اعتبارات، لعلّ أهمها هو البحث عن الصدى الإعلامي خاصة وأن التجمع يكون استعراضيا بالدرجة الأولى ويحرص زعيم كل حزب سياسي على تمرير رسائل إلى منافسيه من حيث القدرة على التعبئة الشعبية وحشد الأنصار والمناضلين للظهور في صورة الفائز المنتظر والمكتسح المقبل للساحة السياسية. ومن المنتظر أن يخرج اليوم قادة الأحزاب السياسية في آخر لقاءاتهم الرسمية بالناخبين في العاصمة كل ما في جعبتهم من رسائل سياسية ووعود انتخابية وانتقادات للخصوم، لن تكون موجهة حتما للناخبين ي العاصمة المعروف عنها تسجيل أعلى نسب العزوف عن الانتخاب، وإنما بقية الناخبين في الجزائر العميقة لما يصلهم عن تجمعات العاصمة قد يكون لها تأثير على خياراتهم عند الذهاب إلى صناديق الاقتراع الخميس المقبل.