طردت استراليا دبلوماسيين سوريين من بينهما رئيس البعثة السورية أمس، وقالت أنها تتوقع ان تحذو دول أخرى حذوها في رد دولي على المذبحة التي ارتكبت في بلدة الحولة السورية. وقال بوب كار وزير الخارجية الاسترالي للصحفيين "باتخاذنا هذا الإجراء نحن نتحرك بشكل ما مع أصدقائنا حول العالم. أتوقع أن تفعل دول أخرى نفس هذا الأمر الليلة بتوقيت استراليا". وصرح كار بأن استراليا ستطرد جودت علي القائم بالاعمال السوري ودبلوماسيا آخر وأنهما اخطرا بضرورة مغادرة البلاد خلال 72 ساعة. واستطرد "ننصح القائم بالاعمال السوري، أن ينقل رسالة واضحة لدمشق، بأن كل الاستراليين روعوا من هذه المذبحة وسنتبع ردا دوليا موحدا لمحاسبة المسؤولين". وأضاف "هذه المذبحة لأكثر من 100 رجل وامرأة وطفل في الحولة جريمة بشعة ووحشية". وحذت العديد من العواصم العالمية، حذو استراليا، حيث قامت كل من فرنسا وايطاليا واسبانيا وكندا وغيرها، بطرد السفراء والدبلوماسيين السوريين من بلدانهم، تعبيرا على تنديدهم بالمجزرة التي تعرض لها مدنيون في الحولة. ومن جهتهم، أعلن تجار سنة، عن دخولهم في إضراب، حيث أغلقوا أعمالهم في دمشق القديمة أول أمس، في أكبر عمل من أعمال العصيان المدني من جانب طبقة التجار بالعاصمة التي تمثل قاعدة التأييد للرئيس بشار الاسد اثناء الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهرا، حسبما أشار إليه مصادر إعلامية نقلا عن ناشطين. وأضاف الناشطون ان هذا الاضراب يهدف الى اظهار الاحتجاج على المذبحة التي قتل فيها أكثر من 108 مدنيين على الاقل في بلدة الحولة بوسط سوريا ويأتي بعد اضرابات في اماكن اخرى خلال اليومين السابقين. وقال ناشط يدعى نادر من المنطقة في تصريح هاتفي وفقا لما نقلته مصادر إعلامية، "أكثر من 80 في المئة من المتاجر أغلقت في بعض المناطق. جنود الجيش والشرطة يطوفون انحاء المدينة القديمة بمكبرات الصوت ويأمرون التجار باعادة فتح متاجرهم". ويشكل التجار السنة من العائلات الكبيرة تقليديا قلب مجتمع الاعمال في العاصمة السورية وفي حلب المركز التجاري. وطبقة التجار السنة المرتبطة بالاسد من خلال شبكة تحالفات معقدة شكلها والده الرحل حافظ الاسد ينظر اليها على انها حيوية في منع انهيار الليرة السورية في العام الماضي. وأعلنت نقابات تجارية علانية تأييدها للاسد. غير ان التجار سحبوا تدريجيا تأييدهم بعد ان استمرت الانتفاضة على حكم الاسد دون مؤشر على تراجعها وبدأت العقوبات الغربية على الاقتصاد المتعثر تحدث آثارها. وقال ناشط آخر هو عامر مؤمن ان قوات الامن، أجبرت عشرات المتاجر في دمشق القديمة على فتح ابوابها لكن النشاط التجاري توقف الى حد كبير مع حلول الليل. وقال مؤمن ان "كثيرين من الذين اجبروا على فتح متاجرهم بقوا على تحديهم ورفضوا البيع للزبائن. سنرى هل سيكون هذا بداية اضراب ممتد". وأضاف "التجار مركز قوة رئيسي.. انهم يستأجرون مجموعات كبيرة من الناس وهم جوهر الغالبية الصامتة. اذا لم يستمروا في الصمت فان التمرد يكون قد وصل الى علامة فارقة". وقالت مصادر معارضة في دمشق ان غارة للشرطة قتلت ست شبان يوم الاحد في حي الميدان السني المحافظ خارج اسوار المدينة القديمة ومقتل احد المعزين على الاقل ألهب المشاعر أكثر. وأظهرت صور ولقطات فيديو وضعها ناشطون على الانترنت صفا من المتاجر المحطمة في المنطقة التجارية الرئيسية بالعاصمة ترجع الى العصر الروماني. وظهرت متاجر مغلقة أيضا في حي باب شريجة بعض المناطق بسوق الحميدية في العاصمة وفي حي الميدان السني وفي حي القابون ومنطقة الحجر الاسود الجنوبية التي بها الاف اللاجئين من مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل. الأسد يلتقي عنان بعد مذبحة الحولة قالت الوكالة العربية السورية للأنباء، إن الرئيس السوري بشار الأسد التقى بمبعوث السلام كوفي عنان أمس، في أعقاب مذبحة تلقي الحكومة السورية باللوم فيها على إسلاميين متشددين في حين يلقي مراقبو الأممالمتحدة باللوم فيها على الجيش. ويحاول عنان إنقاذ خطة سلام بدأت منذ ستة أسابيع مدعومة من الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلا أنها لم تضع حدا يذكر لاراقة الدماء في الانتفاضة الشعبية المندلعة منذ 14 شهرا ضد الأسد والتي بدأت باحتجاجات حاشدة وتحولت الآن إلى مقاومة مسلحة. ودعا عنان في دمشق السلطات إلى العمل على وقف القتال بعد ما وصفها "بالجريمة المروعة" التي ارتكبت في قرية الحولة القريبة من حماة الأسبوع الماضي حيث قتل 108 أشخاص على الأقل بينهم الكثير من الأطفال. وأيدت روسيا والصين المدافعتان منذ فترة طويلة عن الاسد ضد ضغوط غربية لفرض الاممالمتحدة عقوبات عليه، بيانا غير ملزم أصدره مجلس الأمن يوم الاحد انتقد استخدام المدفعية وقذائف الدبابات ضد الحولة وهي اسلحة لا يمتلكها مقاتلو المعارضة. الأممالمتحدة: "أقل من 20 من قتلى الحولة سقطوا نتيجة القصف" قالت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة أمس، إن أقل من 20 من قتلى بلدة الحولة السورية ومجموعهم 108 قتلى لقوا حتفهم في "المذبحة المروعة" بنيران المدفعية والدبابات. وأضاف روبرت كولفيل المتحدث باسم المفوضية إن ناجين أبلغوا محققي الأممالمتحدة أن معظم الضحايا الآخرين قتلوا في موجتين من الاعدام الفوري نفذتهما الشبيحة الموالية للحكومة السورية في قرية تلدو القريبة. وتابع في مؤتمر صحفي في جنيف "أعتقد في هذه المرحلة وأؤكد أننا ما زلنا في مراحل أولية للغاية أن أقل من 20 من 108 قتلى لقوا حتفهم نتيجة نيران المدفعية والدبابات" مضيفا أن 49 طفلا و34 إمرأة من بين القتلى. دمشق تتهم "المجموعات الإرهابية المسلحة" بارتكاب المجزرة اتهمت وزارة الخارجية السورية في رسالة الى مجلس الامن الدولي "المجموعات الإرهابية المسلحة بارتكاب المجازر" في الحولة، مؤكدة "عزمها على العثور على المجرمين قتلة الأطفال وتقديمهم للمحاكمة"، كما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) يوم الاثنين. وقالت سانا ان الوزارة وجهت "رسائل متطابقة الى كل من مجلس الامن والجمعية العامة وكل الهيئات المعنية بحقوق الانسان في جنيف، أدانت فيها بأشد عبارات الإدانة المجازر التي قامت بها المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من الخارج" في الحولة، حيث قتل الجمعة 108 اشخاص بينهم نحو خمسين طفلا. واوضحت سانا ان الوزارة شرحت في رسالتها "تفاصيل" هذه المجزرة و"ما رافقها من تضليل اعلامي"، مؤكدة ان "مئات المسلحين تجمعوا بشكل منظم وممنهج حول منطقة المجزرة وهم يحملون أسلحة ثقيلة بما فيها صواريخ مضادة للدروع وفي ساعة الصفر التي حددوها لانفسهم وهي الساعة 14,00 قاموا بالاعتداء على المنطقة وبشكل متزامن من ثلاثة محاور من الرستن وتلبيسة والقصير".