يوما بعد يوم يؤكد الفرنكو-بوسني أحقيته بمنصب الناخب الوطني ل"الخضر"، ويكسب المزيد من النقاط وينصب نفسه النجم الأول للمنتخب وشوشو المناصرين. ولا يمر يوم من تربص المنتخب الوطني أو لقاء ودي للخضر إلا ونكتشف منتخبا جديدا، منتخب ببصمة حليلوزيتشية.. حليلوزيتش جلب معه أشياء لم نعهدها من قبل في المنتخب الوطني، فحليلو كما يحلوا للجماهير تسميته غيّر عديد الامور في أقل من سنة من توليه العارضة الفنية للفريق الوطني. الانضباط هو مشكل كان ينخر جسم المنتخب، او حطم المنتخب الوطني بعد فرحة أم درمان ومشاركة مونديالية في جنوب افريقيا، وجد الخضر نفسهم بعده يهزمون من منتخبات لا تملك من التاريخ ولا من المستوى ما يؤهلها للتعادل مع منتخب اسمه الجزائر، وحيد نجح في امساك العصا من فوق وفرض سيطرة تامة على المجموعة، لكن نجاح وحيد لم يكن صدفة لأنه جعل نفسه قدوة للاعبيه فلم نر منه تأخرا ولا تضييعا للوقت في غير التخطيط لبناء منتخب قوي، كما أن عدم اعتراف وحيد ب"النجوم" زاده هيبة.. الصرامة هي أحد مميزات المدرب، فلا يوجد في قاموسه التغاضي عن الاخطاء ولو كانت بسيطة، يعلم ان فتح باب التسامح في المجموعة، سقطت اسماء لاعبين تمردوا على اوامره كعبد القادر غزال أو حسين مترف او ربيع مفتاح، ومنهم من اضاع لقاءا وفرض الناخب الوطني عليها الجلوس في المدرجات كحال بودبوز، بوعزة وجبور. صرامة حليلوزيتش قسمت مجموعة الخضر الى مجموعتين الاولى تحظى بثقته، والثانية مغضوب عليها. الجدية منذ قدوم مدرب كوت ديفوار السابق، تنوعت حصص المنتخب بين التحضير البدني، العمل التكتيكي، القذفات على المرمى او الاسترجاع، جدية حليلوزيتش جعلت بعض اللاعبين يفرون من المنتخب لأنهم كانوا يرون في التربصات سابقا مجرد أوقات مرح، وحتى الانترنت منعت من غرف اللاعبين ولم نعد نسمع عن بطولات البلايستايشن التي كانت تنظم كل مرة.. لا وجود للأساسيين مع قدوم وحيد حليلوزيتش لم يعد هناك لاعب أساسي ولاعب احتياطي، وكان في كل مرة يصرح: هناك لاعبون لم تكن لهم مكانة في القائمة المستدعاة أصبحوا أساسيين، وهناك من كانوا أساسيين وأصبحوا خارج أسوار المنتخب. وحيد من اكثر المدربين الذين منحوا الفرصة للاعب المحلي، فقد منح الفرصة لحشود، الذي كان في أوج عطائه مع البرج خارج قائمة الخضر رغم النقص الفادح في منصبه، وحاول مرارا ان يقضي على العائق النفسي عند جابو حتى يدمجه مع المجموعة لانه يعرف القيمة الكبيرة للاعب، هذا دون أن ننسى اكتشافه لبوشوك. مشاركة اللاعبين لا يترك الناخب الوطني مكانا للصدفة، يحاول ان يكون قريبا من لاعبيه، أصبح مستشارهم الرياضي فيما يخص انتقالاتهم، فكان أول من اتصل به عنتر يحيى بعد إمضائه لكايزرسلاوتن، ولم يمض بوزيد عقد بني ياس حتى أعلم وحيد، وتغيرت وجهة دوخة من الاتحاد الى سطيف بقرار حليلوزيتشي لمصلحة عرين الخضر، ويشارك وحيد لاعبيه التدريبات والجري من أجل التقرب منهم أكثر. التكتيك وشخصية الفريق هي نقطة قوة حليلوزيتش التي جلبها للخضر، فمنذ قدومه لم يعد المنتخب الوطني "فوضى غير منظمة"، وأصبح لكل لاعب دور يؤديه، وكل واحد يدخل ارضية الميدان وهو يعلم تماما ما الذي يقوم به. قوة حليلوزيتش التكتيكية جعلت للمنتخب شخصية، فلم نعد نلعب على أخطاء الاخرين. عقلية الفوز هذه العقلية هي ما كان ينقص الخضر، فدخول اللقاء بعقلية الهزيمة وتقبلها حتى قبل بداية اللقاء يقتل طموح اللاعبين، فالمدرب هو وحده قادر على اعطاء الروح للاعبين اضافة للجماهير، رغبة حليلوزيتش القوية في الفوز او حتى ملأ تاريخه التدريبي بالأرقام التي لا تمر فرصة إلا وذكرها، جعله مصرا على اللعب من أجل النقاط الثلاث لا غير.