أعلنت فرنسا أن آخر عسكرييها في قوة برخان لمكافحة الإرهابيين في مالي، غادر الإثنين، بعد مرور 9 أعوام على تواجدهم في الدولة الإفريقية. وقالت وزارة الجيوش الفرنسية، إن المغادرة على خلفية علاقات متوترة بين باريس والمجلس العسكري الحاكم في باماكو. وأفادت رئاسة الأركان الفرنسية في بيان "اليوم عند الساعة 13,00 بتوقيت باريس، 11,00 ت غ، غادرت آخر كتيبة من قوة برخان متواجدة على الأراضي المالية الحدود بين ماليوالنيجر". والأحد، تظاهر العشرات في مدينة بشمال مالي، للدّفع باتّجاه تسريع رحيل قوّة "برخان" الفرنسيّة. ونقلت "فرانس برس" عن متظاهرين في مدينة غاو الواقعة في شمال البلاد قولهم: "نمنح اعتبارا من الأحد 14 أوت 2022 إنذارا مدّته 72 ساعة لرحيل برخان نهائيا". وتؤوي غاو آخر الجنود الفرنسيّين الموجودين في مالي والذين يُغادرون إلى النيجر. وتدهورت العلاقات بين المجلس العسكري الحاكم في باماكو وباريس، القوة الاستعماريّة السابقة، في شكل حادّ خلال الأشهر الأخيرة، لا سيّما منذ وصول القوّات شبه العسكريّة من مجموعة "فاغنر" الروسيّة إلى مالي، ما دفع البلدين إلى قطيعة بعد تسع سنوات من الوجود الفرنسي المتواصل لمحاربة الإرهاب. ورفع متظاهرون لافتات كُتبت عليها عبارات "برخان ارحلي"، "برخان عرّابة الجماعات الإرهابيّة وحليفتها"، "لا يمكن لأيّ قوّة أجنبيّة أن تجعل مالي غنيمة لها". ويجري تداول هذه الرسائل خصوصا في الأوساط المناهضة بشدّة لفرنسا وعلى شبكات التواصل الاجتماعي. في المقابل، تندّد باريس بانتظام بحملات التضليل الضخمة ضدّها. وفي سياق آخر، أعلن القضاء المالي رسمياً أمس توجيه اتهامات ب"محاولة زعزعة أمن الدولة" إلى 49 جندياً من ساحل العاج تعتقلهم السلطات العسكرية الحاكمة في مالي منذ أكثر من شهر وتصفهم بأنهم "مرتزقة"، الأمر الذي تنفيه أبيدجان. وقال المدعي العام سامبا سيسوكو في بيان "في 10 و11 و12 أوت، وُجّهت إليهم لائحة اتهامات" بارتكاب "جرائم تكوين عصابة إجرامية، والهجوم والتآمر على الحكومة، وتقويض الأمن الخارجي للدولة، وحيازة ونقل أسلحة حرب والتواطؤ في هذه الجرائم". من جانبها، تؤكد أبيدجان أنّ جنودها كانوا يشاركون في مهمّة للأمم المتحدة، في إطار عمليات دعم لوجستية لبعثة الأممالمتحدة في مالي (مينوسما)، مطالبة بإطلاق سراحهم. وتجري مفاوضات في هذه الأثناء بهدف إطلاق سراح هؤلاء الجنود الذين أوقفوا في العاشر من جويلية الماضي لدى وصولهم إلى مطار باماكو.