شرع أول أمس، المخرج مؤنس خمار بقسنطينة، في تصوير أولى مشاهد من الفيلم الروائي الطويل "زيغود يوسف"، بعدما وقع عليه الاختيار من طرف وزارة المجاهدين الجهة المشرفة على انتاج هذا العمل الذي تصدى لكتابته الدكتور أحسن تليلاني، واسند دور البطولة للممثل علي ناموس، والانتاج للمركز الوطني للصناعة السينماتوغرافية الذي أنشأه رئيس الجمهورية مؤخرا ويتبع تسييره للوزارة الأولى. شارك في انطلاق تصوير العمل كل من وزير الاتصال ووزير المجاهدين العيد ربيقة، بالإضافة إلى مستشار رئيس الجمهورية أحمد راشدي وابنة الشهيد زيغود يوسف، وفي تصريح له بالمناسبة أشار وزير المجاهدين أنه تم اختيار تاريخ 20 أوت للشروع في انجاز هذا العمل التاريخي المهم الذي يتناول سيرة أحد أبطال الثورة التحريرية المجيدة باعتباره يوم تاريخي مهم يصادف اليوم الوطني للمجاهد المصادف للذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني التي كان مهندسها زيغود يوسف وانعقاد مؤتمر الصومام، بالإضافة إلى أنها فترة ذات رمزية وهي الذكرى ال 60 لاسترجاع السيادة الوطنية. كما أشار إلى أن هذا العمل جاء بتوجيهات من رئيس الجمهورية، المتعلقة بإيلاء الأهمية البالغة لتوثيق تاريخنا وكل الأمور المتعلقة بالذاكرة الوطنية، حيث قال إن رئيس الجمهورية قدم تعليمات للمضي قدما نحو ترسيخ كل ما له صلة بتاريخنا عن طريق كل الوسائل المتاحة لاسيما الإنتاج السمعي البصري والتلفزيوني والإذاعي. من جهة أخرى أبرز الوزير ا بالمناسبة البرنامج الذي تعده مصالحه والذي يقوم على إنتاج أفلام ذات صلة بقادة ورموز الثورة التحريرية وكل ما له صلة بإحياء ذاكرة الشعب الجزائري، مشيرا للمشاريع التي تعمل الوزيرة للتحضير لهما وهما فيلمين حول القائدين أمحمد بوقرة وسي الحواس، بالإضافة إلى أفلام أخرى متعددة المواضيع ذات صلة بالطفل والمرأة والفنان والفلاح والرياضي…وغيرهم. من جهته كشف مخرج العمل، مؤنس خمار، أن عملية التصوير ستستغرق بضعة أشهر لا يمكن تحديد عددها موضحا بأن الأمر هنا يتعلق بمعاينات وفصول لا يمكن تحديدها مسبقا، مضيفا بأن التصوير سيتم في العديد من المناطق التي سيتم تحديدها لاحقا. أما كاتب سيناريو الفيلم ، الدكتور أحسن تليلاني، قال إن هذا العمل هو عبارة عن فيلم تاريخي حربي طويل يروي سيرة حياة وكفاح زيغود يوسف منذ انخراطه في الحركة الوطنية ثم انضمامه إلى المنظمة السرية، كما يروي قصة سجنه في عنابة وتنظيمه لعملية هروب بطولية من ذلك السجن رفقة كل من عمار بن عودة و عبد الباقي بكوش وسليمان بركات علاوة على حضوره اجتماع ال22 وإشرافه على انطلاق الثورة بالشمال القسنطيني مع ديدوش مراد وتنظيم هجومات 20 أوت 1955 إلى غاية استشهاده في 23 سبتمبر 1956، مضيفا بأن الفيلم سيكون غني بالحركة والمعارك ويعطي صورة ناصعة عن أحداث الثورة التحريرية بالشرق الجزائري ويصور بطولات رفقاء الشهيد الذين من بينهم لخضر بن طوبال وعلي كافي وعمار بن عودة، صالح بوبنيدر (صوت العرب) وغيرهم من رفاق السلاح ومسار الشهيد البطل زيغود يوسف. وقد عرفت المناسبة تكريم ابنة الشهيد زيغود يوسف، التي شكرت من جهتها رئيس الجمهورية على هذه المبادرة كاشفة بأن هذا الفيلم سيتضمن شهادات قدمتها والدتها قبل وفاتها حول زوجها الشهيد زيغود يوسف. للإشارة، يعتبر هذا الفيلم أحد المشاريع الثلاثة التي أعلنت عنها وزارة المجاهدين مؤخرا وهي فيلم سي الحواس وفيلم عن بوقرة، وسبق أن أطلقت وزارة المجاهدين مسابقة لإنجاز سيناريو عن البطل الشهيد زيغود يوسف، وقد تمت إعادة المسابقة مرتين بعدما تم الإلغاء وفاز بها الكاتب أحسن تليلاني، وقد جسدت المشاهد الأولى من الفيلم التي تم تصويرها بأحد الأحياء القديمة لمدينة زيغود يوسف مسقط رأس الشهيد البطل، مظاهرات للشعب الجزائري ضد المستعمر الغاشم.