* انعقاد الدورة الخامسة للجنة الوزارية المشتركة الرفيعة المستوى تبدأ رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن اليوم زيارة إلى الجزائر تستغرق يومين رفقة 13 وزيرا و3 كتاب دولة. وهي الزيارة الأولى التي تقوم بها بورن خارج بلادها منذ توليها رئاسة الحكومة في شهر ماي الماضي. الزيارة التي ستدوم يومين ستكون غنية بالاجتماعات واللقاءات مع العديد من الفاعلين الجزائريين والفرنسيين لا سيما من مستثمرين ورجال أعمال خصوصا من مجالات الطاقة. وكان من المقرر أن يقوم رئيس الوزراء الفرنسي السابق جان كاستكس بزيارة إلى الجزائر في أبريل 2021، لكنها أرجئت في اللحظة الأخيرة في سياق توتر العلاقات الثنائية. وعند وصولها الأحد إلى العاصمة، ستضع رئيسة الحكومة الفرنسية إكليلا من الزهور في "مقام الشهيد" ، قبل التوجه بعد ذلك إلى مقبرة "سانت أوجين" في أعالي حي "باب الواد" الشعبي. وسيستقبل الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان نظيرته الفرنسية قبل ان يفتتحا سويا الدورة الخامسة لللجنة الوزارية المشتركة الرفيعة المستوى ويترأسا مراسم توقيع اتفاقات في مجالات التدريب والانتقال في مجال الطاقة والتعاون الاقتصادي والشباب والتعليم. كما سيتم استقبالها من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وصباح الاثنين، وفي إطار ملف الشباب، ستزور بورن الثانوية الدولية أكسندر دوما ببن عكنون وستلتقي بطلاب يحملون الجنسية المزدوجة (فرنسيين وجزائريين في آن واحد) وستتحدث معهم حول مبدأ تكافؤ الفرص والحفاظ على البيئة. إليزابيث بورن ستلقي أيضا كلمة أمام ممثلين من المجتمع المدني الجزائري والفرنسي في مقر إقامة السفير الفرنسي بالجزائر. وتأتي زيارة بورن بعد الزيارة التي قام بها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في الضفة المقابلة للمتوسط من 25 إلى 27 من شهر أوت الماضي وقع خلالها مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون "إعلان الجزائر" الذي يصبو إلى "شراكة متجددة". ..إذابة الجليد في العلاقات بين البلدين وصرح مصدر حكومي فرنسي رفض الكشف عن هويته أن الوفد الفرنسي الهام الذي سيزور الجزائر يشير بلا شك إلى "وجود العديد من الملفات والقضايا التي سيتباحث حولها الجانبان". ومن بين الوزراء الذين سيرافقون إليزابيث بورن، وزير الاقتصاد برونو لومير ووزيرة الخارجية كاترين كولونا والداخلية جيرالد درمانان ووزير التربية باب ندياي والثقافة ريما عبد المالك ووزير العمل أوليفييه دسيوب. وعشية الزيارة محمد هاني، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الشعبي الوطني، أن "زيارة بورن إلى الجزائر تأتي بعد تلك التي قام بها إيمانويل ماكرون"، منوها أن "من بين الملفات التي ستكون حاضرة بقوة خلال المحادثات ملفي الاقتصاد والبحث العلمي". ..لجنة المؤرخين المشتركة "لا تزال قيد الإنشاء" فيما يتعلق برفع عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين مقابل زيادة الجزائر التعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية، قالت الخارجية الفرنسية الخميس "إن النقاشات لم تنته بعد" حول الملف. أما فيما يتعلق بلجنة المؤرخين المشتركة لفحص أرشيفات البلدين حول تاريخ الاستعمار الفرنسي والمقاومة الجزائرية "بدون محرمات"، فهي وفق مكتب بورن "لا تزال قيد الإنشاء". ويقول حسني عبيدي، رئيس مركز البحوث والدراسات حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جنيف: "نشهد انفراجا كبيرا في العلاقات بين الجزائر وفرنسا بعد غياب دام ثلاث سنوات. هناك إرادة حقيقية بالمضي قدما واستغلال الديناميكية الإيجابية التي دشنها الرئيسان الجزائري والفرنسي في أوت الماضي".