أجمع المتدخلون في ندوة "السينما الجزائرية، رؤى متقاطعة"، التي احتضنها قصر الثقافة مفدي زكرياء، وحضرها مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالثقافة والسمعي البصري أحمد راشدي، وشارك فيها اطارات من الوزارة، ومدراء المؤسسات والمراكز التابعة للوصاية ونخبة من الفاعلين السينمائيين والأكاديميين والباحثين في مجال السينما والإعلام، على ضرورة فتح آفاق للتعاون بين عالم البحث الأكاديمي في السينما والإبداع السينمائي، مع التأكيد على أهمية التنظير والبحث الأكاديمي في هذا الإبداع. وعرفت الندوة التي تندرج في إطار إستراتيجية وزارة الثقافة والفنون لإرساء تقاليد تفتح الآفاق للتعاون بين عالم البحث في السينما الجزائرية وعالم الإبداع السينمائي، خاصةً وأن الجامعات الجزائرية ومراكز البحث في بلادنا تزخر بعشرات الأعمال الأكاديمية والمقالات والأطروحات التي تتمحور حول موضوع السينما الجزائرية، والتي ستعود بالفائدة على عمليه الإبداع السينمائي والصناعة السينمائية في الجزائر إن أُحسن استغلالها، تقديم مداخلات تمحورت كلها حول آفاق السينما الجزائرية وسبل تطويرها، كما تبعها نقاش جد ثري مع الحاضرين، وافتتحت أشغال الندوة بمداخلة للباحث في أرشيف السينما الجزائرية نبيل جدواني، الذي دعا فيها إلى ضرورة استرجاع التراث السينمائي الجزائري المتواجد في العديد من البلدان كفرنسا وايطاليا، من أجل ترميمه ورقمنته وتثمينه وترقيته، وذكر أن بدايات السينما في الجزائر كانت في الخمسينيات من القرن الماضي، موضحا أنها وعلى مدار أكثر من ستين عاما صارت تشكل تراثا كبيرا، ولكنها اليوم بحاجة إلى جمع هذا التراث وحفظه رغم صعوبة العملية وتكلفتها العالية، و ينشط جدواني في مجال جمع التراث السينمائي الجزائري من خلال مشروع له على الفايسبوك بعنوان "الأرشيف الرقمي للسينما الجزائرية"، أطلقه في 2012، يضم الكثير من الوثائق الأرشيفية بين أفلام و فيديوهات ومجلات وأفيشات وصور وسيناريوهات وغيرها، الهدف منه التعريف بالسينما الجزائرية وترقيتها. من جهتها، شاركت الباحثة الأكاديمية المختصة في السينما الجزائرية، منال زغار، بمداخلة حول "التطلعات الجديدة للسينما والجمهور في الجزائر خلال القرن ال21″، تطرقت من خلالها إلى عدد من الإشكاليات المطروحة في البحث العلمي في مجال السينما، وخصوصا موضوع "التمثلات" و"إشكالية العلاقة بين الواقع والخيال"، وتناول من جانبه الأكاديمي الزين عبد الحق من جامعة وهران 2 موضوع مهرجانات الأفلام السينمائية في الجزائر، مقدما نظرة مختصرة عن مختلف الهياكل والمؤسسات والأطر القانونية التي تحكم عملية إنتاج الأفلام في الجزائر وصولا إلى المهرجانات، الوطنية منها و الدولية. وفي اختتام اشغال الندوة، قامت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي بتبادل أطراف الحديث مع بعض المشاركين من فاعلين سينمائيين وباحثين، كما استمعت إلى انشغالاتهم، وشكرتهم على المُساهمة في إنجاح هذه الفعالية.