كثيرة هي التساؤلات التي يمكن طرحها حين يفتح باب الحديث على الفن السابع في الجزائر، وقد طرح المشاركون البعض منها للنقاش أمس، خلال النَدوة العلمية الموسومة ب: «السينما الجزائرية: رُؤى متقاطعة»، التي دعت إليها وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي واحتضنها قصر الثقافة مفدي زكرياء بحضور الفنان أحمد راشدي مستشار رئيس الجمهورية في مجال الفن السابع والعديد من المختصين في المجال. تطرق المشاركون في الندوة العلمية «السينما الجزائرية: رُؤى متقاطعة»، إلى العلاقة الوطيدة بين السينما ومجال البحث الأكاديمي والتي قد يخدم تعزيزها بالدرجة الأولى مجال صناعة الأفلام وكذا صورة السينما الجزائرية في الداخل والخارج وبالتالي إفراز إنتاج سينما قوي ومشع. خلال تنشيطه لجلسة النقاش، أشار الباحث فيصل صاحبي «أن البحث في السينما حلقة جد أساسية في عملية الإبداع السينمائي، وفي التنظير للفن السابع»، مضيفا أن تعزيز العلاقة بين المجالين من شأنها أن تفتح الكثير من أفاق التعاون والتعريف ببعض ميادين البحث العالمي والأكاديمي في مجال السينما». وكشف فيصل صاحبي عن وجود قرابة 100 أطروحة دكتورة في مراكز البحث العلمي وفي معاهد الفن أو الأدب، والسوسيولوجي واللغات الإسبانية والإيطالية.. أبحاث تتناول مميزات ومآلات السينما الجزائرية من شأنها أن تسلط الضوء على هذا الموروث الفني الكبير». وميز الندوة العلمية عرض، لأول مرة، فيديو بعنوان «ستون سنة من السينما»، من إعداد المخرج السينمائي نبيل جدواني والذي ضمنه مقاطع من أفلام كثيرة بالأبيض والأسود وأخرى تحاكي ستة عقود من الإنتاج السينمائي والإبداع الفني في الإخراج والتمثيل والتصوير وغيرها. وشدد نبيل جدواني في مداخلته بعنوان «صور للغد، الحفاظ على التراث السينمائي الجزائري الوضعية الراهنة»، على أهمية استرجاع الأرشيف السمعي البصري ومن أفلام ووثائقيات وطنية من الخارج، مشيرا إلى المشروع الذي أطلقته الجزائر منذ سنة 2007». من جهتها فصلت منال زغال باحثة متخصصة في السينما الجزائرية موضوع التطلعات الجديدة للسينما والجمهور في الجزائر خلال القرن 21، أين أكدت أن الأفلام تحمل واقعا وتعكس حياة المجتمع وأوضاع البلدان. هذا وتحدث الزين عبد الحق أستاذ مختص في فلسفة الفنون، عن دور وأهداف مهرجانات الأفلام السينمائية في الجزائر، مؤكدا على إعادة النظر في بعض القوانين والقواعد لمثل هاته التظاهرات الفنية.