نفى فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، أن يكون التقرير السنوي للجنة تعرض لسمعة المديرية العامة للأمن الوطني أو الدرك. أوضح قسنطيني في تصريح ل"الحياة العربية" أمس "تناولنا في التقرير السنوي ما يحدث من ممارسات على يد أعوان شرطة بسطاء، وليس قيادات الجهاز التي أحترمها للمجهودات التي تبذلها". وقال أن ما ورد في التقرير يتحدث عن تجاوزات عناصر شرطة بسطاء، قد لا تزيد فترة التحاقهم بالسلك ستة أشهر". وأوضح قسنطيني أنه استقبل مواطنين في مكتبه مرارا وقدموا له عرائض شكاوى ضد أعوان أمن تعرضوا لهم بسوء في ملفات ومواطن عديدة، وتابع "أنا لا اتهم هيئة أمنية محترمة، وإنما أنقل ما ورد في عرائض مواطنين إلي، يشتكون فيها تجاوزات عناصر شرطة"، ويرى أن "البعض أساء لسمعة الشرطة، وأعتقد ان المدير العام للسلك، عبد الغني هامل بذل مجهودات كبيرة للحفاظ على سمعة الجهاز، لكن الأخير لم يتخلص من بعض الأمور غير اللائقة.. يجب محاربة هذه الأمور". وعلّق قسنطيني على وقائع حقوق الإنسان في الجزائر، قائلا أن "المسألة ليست في غياب الإرادة السياسية أو النصوص القانونية، ولكنها في التطبيق"، وانتقد ممارسات قال إنها "كبحت تحسن واقع الحقوق"، وشدد على ضرورة التخلص منها، وتابع "فعلا قطعنا خطوات لا باس بها لكننا قادرون على الأفضل". وكشف قسنطيني فحوى تقرير اللجنة الاستشارية لعام 2011، أمس، حيث دعا مختلف الجهات الاجتماعية الفاعلة إلى "مضاعفة جهودها من أجل العمل لمنح حقوق الإنسان في الجزائر كامل فعاليتها"، وأوضح التقرير أن اللجنة الوطنية بدعوتها لمختلف الجهات الفاعلة الاجتماعية بما في ذلك السلطات العمومية وفعاليات المجتمع المدني إلى مضاعفة جهودها "ليس فقط من أجل الاعتراف بحقوق الإنسان في ترابطها وعدم قابليتها للتجزئة ولكن من أجل العمل لمنحها كامل فعاليتها". وتطرق التقرير إلى الاحتجاجات التي شهدتها البلاد العام الفارط، خاصة ما تعلق بما سمي "أحداث الزيت والسكر"، وربطها التقرير بالبطالة والسكن أو تدهور إطار حياة المواطن. وفي هذا الإطار يعتبر التقرير أن فحص وتحليل الأحداث التي تسببت في أعمال شغب في الجزائر خلال سنة 2011 يظهر "مؤشرات عن مناخ التوتر في المجتمع ويغذي انعدام ثقة الجزائريين في بعض السلطات العمومية المحلية والوطنية". وأضاف التقرير أن سلوك بعض مسؤولي الإدارة وعدم وفائهم بالوعود "يصعّد من مشاعر عدم الثقة والإحباط لدى مرتفقي الإدارة الذين يشعرون بالازدراء. هذا الشعور يجد تعبيره في الكلمة الدارجة "الحقرة".