كشفت صحيفة (ديلي تليغراف)، أمس، أن بريطانيا والولاياتالمتحدة تدرّبان ناشطين من المعارضة السورية في الداخل في مكتب بمدينة اسطنبول التركية، وتمدانهم بالمعدات الحيوية في إطار جهد مشترك لإقامة بديل فعّال لنظام دمشق. وقالت الصحيفة إن عشرات المنشقين تم نقلهم خارج سوريا لأغراض التدقيق قبل منحهم دعماً أجنبياً، مثل وسائل الإتصالات التي تعمل بواسطة الأقمار الإصطناعية وأجهزة الكمبيوتر، لتمكينهم من العمل كمركز محلي لربط الناشطين المحليين بالعالم الخارجي. وأشارت إلى أن التدريب يجري وراء أبواب مغلقة في منطقة بمدينة اسطنبول التركية تحتوي على وحدات سكنية فاخرة. ونسبت الصحيفة إلى مسشار بريطاني يشرف على برنامج تدريب ناشطي المعارضة السورية لم تكشف عن هويته، القول إن "بريطانيا والولاياتالمتحدة تتحركان بحذر للمساعدة في تحسين قدرات المعارضة.. وتزويد المدنيين منهم بمهارات ترسيخ القيادة بشأن ما سيحدث لاحقاً في بلادهم ومن سيسيطر على الأراضي السورية". وأضافت أن برنامج التدريب يُشرف عليه مكتب دعم المعارضة السورية بوزارة الخارجية الأميركية ومسؤولون من وزارة الخارجية البريطانية، ويُخضع ناشطي المعارضة السورية لعمليات فحص تستغرق يومين لتجنب الترويج لأجندات طائفية أو تعزيز صعود الأصوليين، في حين خصّصت الولاياتالمتحدة 25 مليون دولار وبريطانيا 5 ملايين جنيه استرليني لجهود إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وقالت الصحيفة إن مينا الحمصي، وهو اسم مستعار، كانت أول الخريجين من برنامج تدريب ناشطي المعارضة السورية، وتقضي أيامها الآن في التخطيط لطرق نشر رسائل تحريضية في جميع أنحاء سوريا من خلال شبكة خاصة بها اسمها "بسمة" تقوم بإعداد لقطات الفيديو التي صوّرها الهواة بطريقة تمكّن المحطات التلفزيونية من استخدامها، إلى جانب أنشطة أخرى. وأضافت أن برنامج التدريب أغضب "المجلس الوطني السوري"، والذي أدّى فشله في تشكيل جبهة موحّدة ومتماسكة للمعارضة السورية في وجه النظام إلى دفع بعض المسؤولين الغربيين للإعلان في إيجازات خاصة بأن الحكومات الأجنبية بدأت تنقل دعمها إلى جهات معارضة أخرى. ونسبت (ديلي تليغراف) إلى مسؤول في "المجلس الوطني السوري" قوله "سمعنا الكثير من وعود الدعم للمجلس منذ البداية، ولكن لم يتم الوفاء بها وانعكس ذلك سلباً على عملنا". وأضاف المسؤول أن المعارضة السورية "تريد من العالم تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين، فيما يريد الجيش السوري الحر التدخّل عسكرياً لوقف الطائرات عن قصف مواقعه، وبدلاً من ذلك يعمل من وراء ظهورنا لتقويض دورنا". وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أمس انه عثر على 14 جثة جديدة في داريا في ريف دمشق حيث اسفرت عملية للجيش السوري عن سقوط مئات القتلى في الايام الاخيرة. وشهدت داريا مقتل 334 شخصا منذ أمس الماضي اثر اقتحام القوات النظامية للمدينة القريبة من دمشق ويبلغ عدد سكانها 200 الف نسمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، واتهم ناشطون هذه القوات بارتكاب "مجزرة" واعدامات ميدانية. إسقاط طائرة مروحية للنظام في دمشق وأعلنت كتيبة البدر التابعة للجيش السوري الحر في دمشق مسؤوليتها عن اسقاط طائرة مروحية للنظام فوق حي القابون الدمشقي بواسطة مضاد للطيران، فيما كانت تقوم بقصف حيي جوبر وزملكا، بحسب متحدث باسم الكتيبة. وافاد عمر القابوني من القابون ان "كتيبة البدر في الجيش السوري الحر في دمشق تعلن مسؤوليتها عن اسقاط طائرة مروحية فوق القابون صباح أمس"، مشيرا الى ان ذلك ياتي "ردا على مجزرة داريا". وأوضح ان "الطائرة تحطمت تماما عند سقوطها"، مشيرا الى ان اسقاطها تم بواسطة مضاد للطيران. ولفت الى ان "جثة الطيار وجدت اشلاء"، مضيفا انه "لم يتم اسر احد". واظهر شريط فيديو بثته تنسيقية تجمع احرار القابون على صفحتها على الفيسبوك حطام الطائرة التي سقطت في حي سكني والدخان الكثيف يتصاعد منها. كما نشرت التنسيقية صورة اخرى لجثة تمت تغطيتها لحجب فظاعة مشهدها، مشيرة الى انها "جثة الطيار الاسدي الخائن". وكان الجيش السوري الحر تبنى في 13 اوت اسقاط طائرة ميغ مقاتلة تابعة للنظام السوري في محافظة دير الزور في شرق البلاد واسر الطيار. وكانت المرة الاولى التي يتبنى فيها الجيش الحر رسميا اسقاط طائرة مقاتلة منذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل 17 شهرا. تركيا تمنع اللاجئين السوريين من دخول أراضيها وأعلنت وسائل إعلام تركية أمس أن السلطات التركية بدأت في منع اللاجئين السوريين من دخول أراضيها. وذكرت هذه الوسائل أن السبب في ذلك يرجع إلى أن تركيا لا ترغب في استقبال كافة اللاجئين وذلك في ظل الزيادة السريعة في أعداد اللاجئين السوريين الفارين من أعمال العنف في بلادهم إلى تركيا. من جانبه أكد مسؤول حكومي تركي صحة ما أوردته هذه الوسائل في تقاريرها دون الإدلاء بتفاصيل حول السياسة الجديدة لأنقرة المتعلقة بهذا الشأن. ويرى معلقون أتراك أن هذا القرار يمكن أن يكون خطوة أولى على طريق إنشاء منطقة آمنة للاجئين السوريين فوق الأراضي السورية قبالة الحدود مع تركيا. وتجدر الإشارة إلى أن عدد اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا يبلغ في الوقت الراهن أكثر من 80 ألف شخص.