بين الإرهاب الذي عصف بجزائر التسعينيات إلى الحرب على الجسد تمتد رواية "لها سر النحلة" للكاتب أمين الزاوي فتأتي الكتابة تعويضاً عن الخسارة واستمراراً للحياة، أو بمعنى آخر استمرار للواقعي المعيشي أو بديلاً عنه. على مدى الرواية يكتب أمين الزاوي حكاية المرأة في مجتمع ذكوري، بالانتقال من إحباط إلى آخر. والمتوقفة طموحاتها في ظل أوضاع سياسية واجتماعية قاهرة متخذاً من شخصية فاطمة، أو"فاتي" أنموذجاً للمرأة التي تعيش حالة من الفقدان، سواء على مستوى المجتمع ككل أو الأسرة التي ننتمي إليها. فجأة تجد فاطمة نفسها مضطرة لمغادرة مقاعد الجامعة، والانتقال إلى وهران لتعمل بمطعم صغير بحي "اللاكدوك" الذي يشرف عليه "خوسيه" لتجد نفسها في عالم آخر وتصبح "فاتي" النادلة، وغاسلة الصحون، ومغنية في الوقت نفسه وذلك حينما يطالبها صاحب المطعم "خوسيه" أن تغني للزبائن بعد أن اكتشف صوتها الجميل، وليس غريباً عليها هذا فهي تشبه في ذلك خالتها "يامنة" صاحب الصوت الجميل، وهنا، تبدأ فاطمة بالخروج من جلدة المرأة المحافظة ومظاهر جفاف الأنوثة، وترتدي ثوب حياة الحرية، لتصنع لنفسها حياة جديدة وذاكرة جديدة. وهكذا يقف كاتب "لها سر النحلة" على جوانب من المشهد الجزائري في التسعينيات، والتحولات التي طالت الأماكن والناس، وبالأخص ما يتعلق منها بوضع المرأة والثقافة الذكورية التي لا ترى في المرأة سوى جسد وهو ما عكسته الرواية...