دارت اشتباكات الأحد في عدد من أحياء حلب شمال سوريا بينما تتعرض أجزاء من المدينة للقصف، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. تستمر اعمال العنف في مناطق سورية عديدة بعد يوم دام سقط فيه 154 شخصا، بحسب المرصد الذي قال انه عثر في ريف دمشق على جثث في اعقاب عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية في الايام الماضية. وقال المرصد في بيان امس ان "اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في احياء الصاخور ومساكن هنانو والميدان (شرق)، رافقها قصف على حيي الصاخور والكلاسة (وسط)". وقالت صحيفة الوطن السورية المقربة من النظام في عددها الصادر اليوم ان المعارك في الاحياء الشرقية للمدينة كشفت "حقيقة وهم القوة والسيطرة الذي يعيشه المسلحون فيها". واكدت الوطن سيطرة القوات النظامية على "مستديرة الصاخور الاستراتيجية"، وذلك بعدما قامت "بتطهير حيي العرقوب وسليمان الحلبي من المسلحين وأعلنتهما منطقتين آمنتين بعد تطهير حي الميدان".
واضافت "ما ان بسط الجيش العربي السوري سيطرته على مستديرة الصاخور التي تشكل مدخل المنطقة (الشرقية) حتى سارع المسلحون إلى الهرب باتجاه الريف الشرقي". وواصلت القوات النظامية "عملياتها النوعية بالتقدم على محور باب انطاكيا المؤدي الى اسواق المدينة القديمة"، بحسب الصحيفة. ونقل شهود عيان عن مصدر عسكري ان اشتباكات وقعت ليل السبت الأحد مع مقاتلين معارضين "حاولوا التسلل الى شارع السجن" الواقع ضمن المدينة القديمة، ما ادى الى مقتل ثمانية منهم. وتعرضت الاسواق القديمة في حلب والمدرجة على لائحة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي، الى حرائق واضرار جراء الاشتباكات المستمرة. وتشهد المدينة منذ 20 جويلية الماضي اعمال عنف، بعدما بقيت مدة طويلة في منأى عن النزاع المستمر في سوريا منذ منتصف مارس 2011. وشددت القوات السورية حملتها في الأيام الماضية على أماكن عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها، افاد المرصد عن العثور على "جثامين عشرة رجال احدهم مقاتل قضوا برصاص القوات النظامية، بحسب نشطاء من البلدة التي شهدت عملية عسكرية واسعة خلال الأيام الفائتة انتهت بسيطرة القوات النظامية عليها". وأورد التلفزيون الرسمي السوري أن "وحدات من قواتنا المسلحة تطهر منطقتي الهامة وقدسيا في ريف دمشق من المجموعات الإرهابية المسلحة وتعلنهما منطقتين آمنتين". وتتعرض قرى وبلدات في محافظة إدلب (شمال غرب) لقصف الأحد، بعد يوم من سيطرة المقاتلين المعارضين على قرية خربة الجوز الحدودية بعد اشتباكات أدت إلى مقتل 40 جنديا من القوات النظامية، بحسب المرصد. وفي حمص (وسط)، تعرض حي الخالدية للقصف بحسب المرصد. وافادت "الهيئة العامة للثورة السورية" عن تعرض بلدة جوسية في ريف حمص للقصف باستخدام الطيران الحربي. وكانت القوات النظامية استهدفت قبل يومين حمص بالغارات الجوية للمرة الأولى. وتعد المدينة وسيما وسطها معقلا للمقاتلين المعارضين، وما زالت بعض إحيائها تخضع للحصار والقصف. وتقوم القوات النظامية "بمداهمة أحياء البارودية والمناخ والأميرية والحميدية والشرقية" بمدينة حماة (وسط) مع انتشار عسكري في أحياء عدة من المدينة، بحسب المرصد. واكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد أن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع "رجل عقلاني" ويمكن ان يحل محل بشار الأسد على رأس حكومة انتقالية في سوريا لوقف الحرب الأهلية في البلاد. ومن جانبها صحيفة نيويورك تايمز السبت ان السعودية وقطر اوقفتا تسليح المعارضين السوريين بالأسلحة الثقيلة التي يمكن ان ترجح كفة النزاع لمصلحتهم، في غياب دعم كاف من جانب الولاياتالمتحدة. وأدت أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة الى مقتل 154 شخصا السبت هم 47 مدنيا و62 جنديا نظاميا و45 مقاتلا معارضا، بحسب المرصد الذي احصى سقوط أكثر من 31 ألف شخص في النزاع المستمر منذ اكثر من 18 شهرا.