* دعوة إلى التريث في الحكم وتقييم المسلسل بعد انتهاء كل الحلقات كشفت أول أمس، سلطة ضبط السمعي البصري، في بيان لها، عن فحوى توضيحات التلفزيون العمومي بخصوص مشهد ظهر في أولى حلقات مسلسل "الدامة" والذي أظهر جدارا بأحد الأسواق بالعاصمة مكتوب عليه اسم حركة انفصالية مصنفة إرهابية. وأوضح نفس المصدر، أنه "على إثر البيان الذي وجهته السلطة للمؤسسة العمومية للتلفزيون بتاريخ 30 مارس 2023، المتعلقة بطلب توضيحات حول مسلسل الدامة في أولى حلقاته، أرجعت مؤسسة التلفزيون في ردها على ذلك، أن سبب ظهور تلك الكتابات خلال بث المسلسل يعود إلى عدم التركيز سواء أثناء التصوير أو التركيب أو عند إعادة مشاهدة الحلقات"، وتضمنت التوضيحات–حسب البيان–أنه "اتخذت إجراءات صارمة ضد المتسبيبين في ذلك"، كما برر التلفزيون العمومي في رده أن "هناك التباس في القراءة الصحيحة لهذه الأحرف والتي لا تعبر حسب سكان الحي عن رموز الحركة الانفصالية". و في ذات السياق، أكدت سلطة ضبط السمعي البصري ضرورة احترام جميع مراحل إنتاج العمل التلفزيوني، وجوب حرص لجنة المراقبة القبلية على تجنب الوقوع في الغموض والملابسات التي قد تحمل تأويلات وتعطي قراءات سيميولوجية ذات أبعاد خطيرة. وأضاف البيان بان سلطة ضبط السمعي البصري تنبه التلفزيون العمومي وتذكره بمسؤوليته القانونية، تجاه ما يقدمه من أعمال للمشاهد وتفادي الأخطاء المهنية غير المبررة، كما أكدت السلطة أنها تؤدي مهامها باستقلالية وسبق لها وأن دعت في عدة مناسبات جميع القنوات العمومية والخاصة إلى احترام أخلاقيات المهنة والالتزام بالنظام العام، كما تشجع على فتح نقاشات مع مختصين ومهنيين للارتقاء بالعمل السمعي البصري. …دعوة إلى التريث في الحكم وتقييم المسلسل بعد انتهاء الحلقات من جهته قام التلفزيون الجزائري باعتباره الجهة المنتجة للعمل، باستضافة فريق العمل وعلى رأسهم المخرج يحيي مزاحم وأبطاله، مصطفى لعريبي، والممثلة ريم تاكوشت، للحديث عن مجريات العمل، ومدافعين أيضا عن الفكرة التي –حسبهم- لم تخرج من إطار الواقع المعاش ليس فقط في حي باب الواد الشعبي ولكن العديد من أحياء الجزائر كبلد. وبالمناسبة، تحدث مخرج المسلسل يحيى مزاحم عن المسلسل الذي يتميز بتطور شخصياته عبر الحلقات، مدافعا في ذات الوقت عن قيمة هذا العمل الذي لا يخلو من قيمنا الوطنية والدينية، حيث أن الحلقة الأولى بدأت بالأذان وتضمنت رفع العلم الوطني وتأدية نشيد قسما، مع عرض الخريطة الكاملة للجزائر في أحد المشاهد. زد على ذلك، فإن كل المشاركين في العمل لا تنقصهم الروح الوطنية وليس لهم نية في تشويه حي باب الواد العتيق وإلا لم يسمح سكان هذا الحي المشهود له بالوطنية والجهاد إبان الثورة بالتصوير في قلب شوارعه وحاراته، كما قال إنه ابن حي شعبي ويدرك تماما الحياة فيه لذلك شده سيناريو الكاتبة سارة برتيمة التي كتبت الحي بكل تفاصيله ووازنت بين شخصيات الخير منهم عبد الحق وحمزة وبين الشخصيات الشريرة وعلى رأسها علّم ورضا، كما دعا المخرج إلى تقييم المسلسل بعد انتهاء كل الحلقات لأن الجديد آت، مثمنا بالمناسبة مشاهد العلاقات الإنسانية خاصة الأسرية منها ويوميات الحومة بكل تفاصيلها حتى القفة التي تصعد بالحبل كما زمان من دكان البقال إلى بيت الجيران وهو الأمر الذي شد-حسبه- الجمهور. أما الممثل مصطفى لعريبي بطل العمل، فقال أنه يمثل له مغامرة جديدة وجميلة رغم أدائه لدور علّام الشرير وقال أن هذه الشخصية ابنة حي شعبي وأبوها اسكافي كحاله هو إذ عاش مع والده البسيط الاسكافي مما شجعه أكثر على تقديم المزيد للشخصية، مضيفا أن المسلسل عمل درامي فني يرصد بعض الأحداث الاجتماعية ليس إلا هدفه لفت النظر لبعض سلبيات المجتمع مثمين سلوكات أخرى حميدة وليس من شأنه تقديم الحلول. من جهتها قالت الممثلة ريم تاكوشت بطلة العمل، إنها أعجبت بدور الأم "حورية" التي لها رمزيتها الوطنية، وقالت إن المسلسل تحية عرفان للأم الجزائرية، وأنها تعيش حالة نجاح المسلسل مستعرضة ما حدث لها منذ أيام حين التحاقها ببيت والديها للإفطار فاستقبلها أطفال الحي طالبين منها تفاصيل الحلقات القادمة فجلست معهم وتجاذبت معهم أطراف الحديث لتصل إلى نموذج "الطفل رؤوف" الذي وقع في فخ المخدرات وكيف كان مصيره. ويعتبر مسلسل "الدامة" أحد أكثر المسلسلات الرمضانية مشاهدة خلال هذا الموسم في الجزائر، و"الدامة" هي أحد أنواع لعبة "الشطرنج"، والمسلسل ينتمي لدراما الأحياء الشعبية التي لاقت رواجاً كبيراً بالجزائر في السنوات الماضية، يحكي قصة عائلات جزائرية تقطن في حي "باب الواد" الشعبي بالعاصمة، وتغرق في مجموعة من المشاكل الاجتماعية مرتبطة أساساً بنشاطها في الحصول على قُوتها اليومي، كما يتناول المسلسل بعض القضايا الحساسة مثل المتاجرة بالمخدرات وسط الأحياء الشعبية، وطرق تجنيد الأطفال في هذا النشاط.