تعليمات بالإسراع في فتح المناطق التجارية الحرة بالولايات الحدودية أمر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الثلاثاء بالجزائر العاصمة، الحكومة بتنصيب المجلس الأعلى لترقية الصادرات "في اقرب وقت" للمساهمة في تحسين التكفل بانشغالات المصدرين وتحفيزهم. وفي كلمة بمناسبة اشرافه على افتتاح الطبعة الأولى ل "الوسام الشرفي للتصدير" التي أقيمت تحت شعار "التزام، إنجازات وآفاق" صرح رئيس الجمهورية قائلا: "أطلب من السيد الوزير الأول تنصيب، في اقرب وقت، المجلس الأعلى للتصدير الذي يتكفل بكل مشاكل المصدرين والحوافز والتسهيلات الموجهة لهم". وجدد الرئيس تبون، في هذا الاطار، حرص الدولة على الدعم المستمر ومرافقة المتعاملين الاقتصاديين الخلاقين للثروة، خاصا بالذكر المصدرين الذي "نعتبرهم سفراء الاقتصاد الوطني". وبعد أن نوه بنوعية المنتجات الجزائرية في كافة القطاعات، حيا رئيس الجمهورية جهود مجمع "سيفتال" التي "كللت بفتح أول مصنع جزائري 100 بالمائة لإنتاج زيت المائدة" والذي سيتبع -كما قال- بإنجاز وحدة صناعية ستنتج سكر جزائري محلي. ولدى توقفه عند التطور الذي تشهده صادرات فرع مواد البناء، لا سيما الاسمنت، قال رئيس الجمهورية ان الإنتاج الوطني يبلغ 40 مليون طن حاليا وبإمكانه "تغطية طلب عدة دول بنسبة 100 بالمائة". من جانب اخر، حث رئيس الجمهورية وزير التجارة على تسريع عملية فتح المناطق التجارية الحرة على مستوى عدد من الولايات الحدودية مع كل من موريتانيا ومالي والنيجر. وأكد أن هذه البلدان تربطها بالجزائر "تقاليد منذ 1962 في التبادل الحر في المواد الفلاحية"، لافتا الى الخطوات المتخذة سابقا لفتح خطوط بحرية بين الجزائروموريتانيا والسنغال لدعم التبادل التجاري القاري ودعم للصادرات الوطنية، وكذا الافتتاح المرتقب لبنوك وطنية في عدد من العواصم الإفريقية. وأفاد رئيس الجمهورية في ذات الصدد بانه سيتم فتح خطوط جوية مباشرة تربط الجزائر بأهم العواصم الإفريقية مؤكدا على أهمية "الربط المباشر بين الجزائر والقارة الإفريقية" لتصبح "الجزائر حقيقة افريقية ولا تدير ظهرها للقارة". واستغرب الرئيس تبون في ذات المنحى عدم وجود خطوط مباشرة بين الجزائر وأديس ابابا "العاصمة الإفريقية" وداكار وكوت ديفوار". ..حصة الصادرات خارج المحروقات ستقفز إلى 22 بالمائة قريبا من جانب آخر، أكد رئيس الجمهورية ان الجزائر حققت "إنجازات اقتصادية كبيرة" خلال السنوات الأخيرة ضمن مقاربة جديدة تشجع المبادرة والتصدير، مضيفا ان صادرات البلاد خارج المحروقات بإمكانها أن ترتفع في غضون سنة الى ما نسبته 22 بالمائة من مجموع الصادرات، مقابل 3 بالمائة فقط قبل سنوات قليلة. وأوضح أن الجزائر "التي لم تتجاوز صادراتها خارج المحروقات في 2018 و2019 ما نسبته 3 بالمائة من إجمالي الصادرات تحقق اليوم 11 بالمائة وبنهاية 2023 أو بداية 2024 ستصل هذه النسبة إلى 16 بل إلى 22 بالمائة". وأضاف أن رقم 13 مليار دولار كصادرات غير نفطية والمسطر كهدف للسنة الجارية هو على "وشك التحقيق" ما يعني أن "الأمور رجعت لنصابها كون الجزائر لا مديونية لها وهي حرة في قراراتها السياسية والاقتصادية". وقال بهذا الخصوص انه "بفضل السياسة الاقتصادية الجديدة بدأت صادراتنا في الارتفاع وما حققناه يعد معجزة حيث ارتفعت هذه النسبة بخمس مرات عما كنا نسجله منذ 40 سنة"، مبرزا أن ما تم تحقيقه اليوم من "إنجازات كبيرة في مجال التصدير والاستثمار واقتصاد المعرفة مبني على مقاربة متكاملة وشاملة لتطوير الاقتصاد وتحسين بيئة الأعمال". وفي تطرقه الى مسعى الجزائر في تنويع الاقتصاد والخروج من التبعية لمنتج وحيد يتم تصديره (المحروقات)، أكد رئيس الجمهورية ان الجزائر "دخلت مرحلة جديدة بعيدة عن منطق الاقتصاد الريعي الذي يقتل المبادرة ويقوم على الاتكال على برميل النفط ودخلنا سياسة الابتكار". وأعرب في هذا الشأن عن تفاؤله بقدرات المؤسسات الجزائرية في مجال التصدير مستقبلا، مبرزا دور المؤسسات الناشئة في هذا الاطار. وحيا الرئيس تبون بالمناسبة بشكل خاص المؤسسات المصدرة على النجاحات والنتائج التي ما فتئت تحققها في السنوات القليلة الماضية لا سيما في قطاع الصناعة بمختلف فروعه وكذا الفلاحة، حاثا إياها على المزيد من العمل لرفع نسبة الادماج الصناعي وإطلاق مشاريع من شانها ان تساهم في تقليص واردات البلاد. ونوه في ذات الصدد بما سجلته المؤسسات الجزائرية في ميدان صناعة الزجاج وكذا مواد البناء، خاصة صناعة الاسمنت من تنويع الإنتاج وارتفاع الصادرات، وكذا فرع الصناعات الكهرومنزلية الوطنية. وتابع الرئيس تبون ان الجزائر، التي كانت تستورد كامل احتياجاتها من الزجاج بمختلف اصنافه، أصبحت تنتج اليوم 90 بالمائة من الزجاج محليا، داعيا المؤسسة المتوسطية للزجاج MFG وشركة "ايريس" المتخصصة أيضا في الإطارات المطاطية للسيارات، إلى العمل للمساهمة في مشاريع صناعة السيارات في الجزائر في اطار المناولة. ولفت أيضا الى "الحركية الإيجابية" التي يعرفها نشاط التصدير في البلاد، مؤكدا ان ذلك من شانه إعطاء دفع للنشاط الاستثماري والتصنيع "مع ما يحمله ذلك من خلق للثروة ومناصب الشغل ورفع الناتج الداخلي الخام للبلاد". وعلى هامش التظاهرة، زار رئيس الجمهورية معرضا خاصا بالمؤسسات المتوجة بالأوسمة وكذا الهيئات المرافقة لها في مجال التصدير، تم تنظيمه بالمناسبة، أين تلقى عروضا عن نشاط المؤسسات المعنية وآفاق تطورها.