تنطلق الخميس المقبل، بمقر مؤسسة جنة العارف بولاية مستغانم، أشغال الملتقى التكويني حول "السماع…تربية لثقافة السلام"، بحضور 70 مشاركا من داخل وخارج الوطن، ويتواصل إلى غاية 23 أوت الجاري. وحسب ما كشفته ديباجة هذا الملتقى التكويني أن الهدف من تنظيمه هو تسليط الضوء على المنابع الأولى للسماع الصوفي، وتقديم دراسات حول تأصيله، ودوره في التربية النفسية للأفراد، ومساهمته في نشر ثقافة التسامح والأخوة والتربية على معاني السلام والعيش المشترك، وسيتم خلال هذا الملتقى الذي سيحضره زهاء 70 مشاركا من الجزائر وتونس وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وإسبانيا وهولندا وكندا، طرح العديد من التساؤلات منها : هل نحن اليوم في احتياج إلى السماع الصوفي، وأي دور له في تهدئة النفس والتخلي عن الصفات المذمومة والتحلي بأضدادها؟ وعلى مستوى الجماعات هل يمكن أن يساهم في حسن المعاملة بين الناس، والتربية على التسامح والأخوة ونشر ثقافة السلام، وهذه التساؤلات سيتم الاجابة عنها من خلال مجموعة من المداخلات منها "الشعر والموسيقى في السماع"، و"الطابع الصوفي للموسيقى الأندلسية"، و"العلاج عبر الموسيقى"، و"التربية على ثقافة السلام من خلال السماع"، و"دوره في السير والسلوك" وغيرها، يقدمها أساتذة جامعيون من مستغانم ووهران وسطيف والجزائر العاصمة. كما سيعرف الملتقى تقديم عدة نشاطات على غرار أربع ورشات ستخصص لتعلم السماع في طبوعه "زيدان"، و"مزموم"، و"ساحلي"، و"غريب"، وستقام على هامش هذه التظاهرة التي تنظمها المؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة "جنة العارف" بالتنسيق مع الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، زيارة بيداغوجية إلى مقر الزاوية العلاوية بحي تيجديت العتيق بالولاية، والمعالم الأثرية والدينية لمدينة تلمسان، فضلا عن معرض لبيع المنتجات التقليدية والمواد الطبيعية الصديقة للبيئة. للإشارة، يعد السماع الصوفي من الفنون الأصيلة المتجدرة في التراث الروحي الإسلامي، ومازال أحد الأساليب التي يلجأ إليها أكثر الناس للتخفيف من أعباء الحياة وضيقها، لكنه عند الصوفية يتضمن هذه الأهداف وبتجوزها إلى أهداف أخرى أبعد مدى وأكثر عمقا.