على الشعب الالتفاف حول مؤسسات الدولة ودعم مواقفها الإستراتيجية بن قرينة: واعون بجديةِ المَخاطرِ والتحديات ومؤمنون بأهمية تمتينِ الجبهةِ الداخليةِ لمواجهتها" * بعجي: "ما يجري في الساحل والعالم يستدعي أن توحّد الجزائر جبهتها الداخلية * ياحي : ضمان نعمة الأمن والاستقرار هو نتاج الجهد الأمني والاجتماعي للدولة الجزائرية افتتحت، السبت، أعمال المؤتمر العام لمبادرة "تعزيز التلاحم وتأمين المستقبل"، الذي وصف بأنه أكبر تجمع سياسي للقوى الوطنية في الجزائر، حضره أكثر من ألف مشارك، يمثلون عدداً كبيراً من الأحزاب والقوى السياسية والمدنية والمنظمات والنقابات والشخصيات المستقلة ونخب وأكاديميين ومرجعيات دينية محلية، بهدف تحصين الجبهة الداخلية وحماية البلاد من التوترات الإقليمية، وإسناد مؤسسات الدولة، ودعم السياسات التي ينتهجها الرئيس عبد المجيد تبون. ووصف رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة المبادرة السياسية التي يقودها حزبه بأنها "أكبر مبادرة شهدتها الساحة الوطنية منذ الاستقلال، وهي ليست بالحدث الظرفي ولا رهاناً حزبياً، بل هي استحقاق وطني والتزام جماعي مسؤول". ودعا بن قرينة الرئيس تبون إلى تبني مخرحاتها السياسية، وقال: "ندعو الرئيس إلى احتضان المساعي الوطنية الرامية إلى تمتين الجبهة الداخلية، ورص الصف الوطني. إننا نؤكد هنا أهمية مثل هذا الاحتضان الذي نتطلع إلى ترقيته إلى فضاء حوار وطني، يستوعب كل القوى الوطنية، حول رهانات الوطن وتحدياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية". وأضاف: "إننا، كمكونات سياسية ومجتمعية، واعون بجديةِ المَخاطرِ والتحديات، ومؤمنون بأهمية تمتينِ الجبهةِ الداخليةِ لمواجهتها، ولدينا مقترحاتنا الجماعية لتحمل أعبائها وتكاليفها، وسيجد منا رئيس الجمهورية كل الدعم في أي جهد ومسعى لإسعاد المُواطنين، وفي كل قرار يحافظ على الأمن والاستقرار ويكرس الحقوق والحريات، وفي كل توجيه دبلوماسي لحماية لمصالحَ الحيويةَ للجزائر". كما شدّد بن قرينة على أن "الجزائر والجزائريين سيظلّون ثابتين على موقفهم الداعم للشعوب المظلومة، على رأسهم فلسطين والصحراء الغربية، حتى ينالوا حقوقهم". بدوره، ألقى أبوالفضل بعجي، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، كلمة أكّد فيها أنّ "حفاظ الجزائر على قراراها السيادي مكسب يجب حمايته"، منوّهاً إلى أنّ "الجزائر ليست في خطر لكن هناك تهديدات تستهدف استقرارها". وأوضح بعجي أنّ "دفاعنا عن إخواننا الفلسطينين والصحراويين هو تحدٍّ للقيم الغربية، ويجب حماية الموقف الجزائري"، مشدداً على أنّ "الجزائر لديها بعدٌ عربي وعروبي مقاوم". وأضاف أنّ "ما يجري في الساحل والعالم من تحوّلات يستدعي أن توحّد الجزائر جبهتها الداخلية لتفادي التفتيت والتجزئة"، وأنّ "الجزائر تحتاج إلى كل أبنائها، وحزبنا لا يرضى أن تمسّ مؤسسات الدولة". من جهته قال ياحي إسماعيل، الأمين العام بالنيابة للتجمّع الوطني الديمقراطي، أنّ "ضمان نعمة الأمن والاستقرار هو نتاج الجهد الأمني والاجتماعي للدولة الجزائرية". وثمّن ياحي "موقف الدبلوماسية الجزائرية في النيجر، الرافض لأي تدخل أجنبي وعسكري". أما عبد العزيز بلعيد، رئيس جبهة المستقبل، فشدد على أنّ "الحوار بين الأحزاب هو السبيل الأمثل من أجل تعبئة عامة في المجتمع نحو بناء الوطن". وأعلن بلعيد "دعمه ومآزرته لهذه المبادرة، لتكون حواراً جاداً بين مختلف الفعاليات من أجل جدار وطني متين يحمي المصالح العليا للوطن". وتشارك في المبادرة حركة البناء الوطني، وجبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، وجبهة المستقبل، وصوت الشعب، إضافة إلى حزمة أحزاب موالية للسلطة: الفجر الجديد، والكرامة، وتجمع أمل الجزائر، والتحالف الجمهوري، وجبهة الجزائر الجديدة. كما تضم المبادرة نقابات عمالية أبرزها: الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ونقابات مستقلة، ومنظمات وطنية كالمجاهدين (قدماء محاربي الثورة)، وأبناء شهداء الثورة، والكشافة الإسلامية، وقوى من المجتمع المدني. وتتضمن وثيقة المبادرة 11 هدفاً، أبرزها: تحصين ثوابت الأمة ومقومات هويتها، والدفاع عن المصالح العليا، وتعميق الحوار في القضايا والقرارات الوطنية الهامة، وبناء رؤية متكاملة لكسب رهانات الأمن القومي، وتحقيق الانسجام الوطني في المواقف الدولية، وإسناد توجهات رئيس الجمهورية في السياسة الخارجية ومؤسسة الجيش، والحفاظ على استقلالية القرار السياسي والاقتصادي الوطني، وتعزيز الجبهة الوطنية في الداخل، وتقديم الرؤى والمقترحات العملية للسلطات العليا في كل ما من شأنه دعم الجبهة الداخلية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والعمل على تحقيق تطلعات المواطن وتحسين ظروفه المعيشية. ..توصيات الندوة الوطنية لتعزيز التلاحم وتوجت أشغال الندوة، التي حملت شعار "شراكة سياسية، اقتصاد قوي، عدالة اجتماعية، مجتمع متماسك، دولة محورية"، بالتوصيات التالية: دعوة الشعب الجزائري بكل فئاته إلى التلاحم واليقظة من أجل تقوية الجبهة الداخلية، والالتفاف حول مؤسسات الدولة ودعم مواقفها الاستراتيجية. -دعوة جميع المشاركين في المبادرة إلى توحيد الصفوف والمواقف من أجل تحمّل أعباء المرحلة والدفاع عن المصالح العليا للوطن. -دعوة السلطات الرسمية إلى تسهيل عمل المنخرطين في المبادرة ومختلف شرائح المجتمع لفتح ورشات الحوار الشامل حول أبعاد المبادرة. -دعوة مؤسسات الدولة وأجهزتها المختلفة إلى التعاون مع رجال الإعلام والثقافة والمراجع الدينية والنخبة لوضع الرأي العام الوطني بطبيعة المخاطر المهددة للوطن وسبل مواجهة تحدياتها. -دعوة النخب السياسية والأكاديمية إلى بلورة أفكار المبادرة في صيغة مشاريع وبرامج وآليات عمل مشترك لتعزيز التلاحم الوطني على كل المستويات وتأمين مستقبل الأجيال على جميع الأصعدة. -دعوة كل المكونات السياسية والمجتمعية إلى احتضان المبادرة والترويج لها وإقامة الفعاليات المتنوعة حول أهدافها وطنيا ومحليا لبث الوعي بمقتضياتها. -تفعيل التواصل واستمراره مع جميع الشركاء والمكونات قصد الانضمام إلى المبادرة. -دعوة هيئة تنسيق المبادرة إلى متابعة توصيات "الندوة الوطنية للتلاحم".