سيعمل المعهد الوطني العالي للسينما "لخضر حمينة" الذي تم تدشينه أمس، تزامنا وافتتاح السنة الجامعية 2024.2025 على إعداد وتأهيل الإطارات الفنية المتخصصة في علوم الفنون السينمائية علميا وعمليا لرفع العمل باحترافية في مجال الصناعة السينماتوغرافية. أكدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أن هذا الصرح فضاء للإبداع والتفوق، والبيت الكبير لكل المواهب الناشئة في عالم الفن السابع، يتلقون فيه المعارف والمهارات، ويرسمون أحلامهم بتأطير محكم ليكونوا في المستقبل واجهة مشرقة ومشرفة للجزائر. وأضافت "إن هذا الصرح الأكاديمي الفني لا يتوقف دوره على المساهمة في إثراء المشهد السينمائي الجزائري بالخبرات فحسب، وإنما سيكون جسرا جماليا لتعزيز مكانة الجزائر في محافل السينما من خلال الآفاق الممكنة للعديد من المواهب الناشئة وحتى للأسماء المكرسة ليكونوا سفراء الثقافة الجزائرية، وحملة عمقها الحضاري، ولتكون بلادنا مركز إشعاع في السينما على المستوى العربي والإفريقي، والدولي على حد سواء، داعية الطلبة الملتحقين بالمعهد على العمل والجد والتفاني في التحصيل والمتابعة باعتبارهم يحملون شرف الطبعة الأولى". فالمعهد الوطني العالي للسينما باعتباره مؤسسة أكاديمية وفنية سيعمل –تذكر- على إعداد وتأهيل الإطارات الفنية المتخصصة في العلوم والفنون السينمائية علميا وعمليا للاشتغال باحترافية في مجالات الصناعة السينماتوغرافية، وذلك إلى جانب تنمية القدرات الإبداعية للدارسين فيه وتمكينهم من بلوغ أرفع الدرجات العلمية مع مواكبة التكنولوجيات الحديثة والتطورات الحاصلة في هذا المجال الحيوي، مبدية الحرص على أهمية تكوين الطلبة وفق رؤية وطنية تسعى إلى الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية والتراث الثقافي والحضاري للبلاد وحماية قيم المجتمع، ومنه التمهيد من خلال هذا الصرح الأكاديمي للولوج إلى الاقتصاد السينمائي الذي يعرف تطورا مذهلا في اقتصاديات الدول الكبرى. وفي السياق ذكرت الوزيرة أن قطاع الثقافة والفنون يولي عناية خاصة بالتكوين الفني سواء في المدارس أو المعاهد العليا الوطنية والجهوية، ولذلك كان التنسيق والتعاون دؤوبا مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال الاتفاقيات المبرمة، ولا سيما الأخيرة منها سنة 2022 والمتعلقة بحماية الأفكار المبتكرة، ومشاريع الطلبة القابلة للتحويل إلى مؤسسات ناشئة، والأمر نفسه في مجال التعاون مع وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، مشيرة للاتفاقية التي تم توقيعها في شهر ماي الفارط من أجل مرافقة طلبة الفنون في تحقيق مشاريعهم، وإنشاء مؤسساتهم سواء الذين هم في طور الدراسة ويحملون أفكارا مبتكرة أو المتخرجون منهم، وذلك مع منح الفرص لكل الطاقات والقدرات الخلاقة بالدعم والمرافقة المستمرة، وعليه يتم العمل وفق هذا الإطار "على تعزيز التعاون بين مؤسساتنا التكوينية الفنية العليا والشريك الاقتصادي والاجتماعي، لأننا نعتبرها أولوية من أجل تحقيق المواءمة بين مضامين التكوين ومتطلبات سوق العمل، ومن أجل استجابة فعّالة لاحتياجات التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد". وبعد أن طافت وزيرة الثقافة والفنون والوفد المرافق بمختلف أرجاء المعهد الذي يحمل اسم أحد أعلام السينما في الجزائر الفنان السينمائي محمد لخضر حمينة، وهوا لمخرج الوحيد من الوطن العربي حتى الآن الذي حاز على السعفة الذهبية بمهرجان "كان"، أشادت بالسياسة المتبصرة لرئيس الجمهورية بدعم وترقية التكوين البيداغوجي والأكاديمي في مجال الفنون، مذكّرة الأساتذة والمؤطرين بضرورة بذل أقصى الجهد من أجل تكوين جيد للطلبة، مع الحرص على التوجيه الحكيم والعناية الفائقة على المستوى البيداغوجي والتربوي، كما دعت الطلبة الى بذل جهدهم في كل التخصصات، فنون العرض، الفنون الموسيقية، الفنون التشكيلية، السينما وفنون السمعي البصري من أجل التحصيل الجيد والتفوق والإبداع، مع التفتح على التكنولوجيات الحديثة في هذا المجال، والانفتاح الرشيد على التجارب الأخرى من خلال اتصال المعهد بالممارسين السينمائيين الجزائريين والأجانب، إضافة إلى توقيع الاتفاقيات مع المدارس والمعاهد المماثلة، والتي لديها خبرات يمكن الإفادة منها على أحسن ما يكون. مراسيم الافتتاح شهدت حضور إطارات من الدولة، إطارات الوزارة وبمشاركة أساتذة وباحثين في المجال أين تم عقد ندوة بالمناسبة من تأطير نخبة من الأساتذة أمثال رشيد بوشارب، عديلة بن ديمراد، رشيد بلحاج وعمار تريباش، كما تم عرض شريط مصور حول الفنان السينمائي محمد لخضر حمينة ليتم بالمناسبة تكريم ابنه طارق حمينة، كما تم تكريم المتفوقين أصحاب أعلى المعدلات، بمشاركة نخبة من الفنانين والمبدعين تشجيعا لهم لبلوغ أرفع الدرجات العلمية.