قدمت الأستاذة عائشة حنفي، رئيسة الفرقة العلمية بمعهد الاثار بجامعة الجزائر 2 ، عرضا حول نتائج اشغال الحفريات التي انطلقت بتاريخ 12 سبتمبر 2024 على مستوى الموقع الأثري مرسى الدجاج. وأشرف على هذه الأشغال فريق بحث متكون من نحو35 أستاذا وباحثا وطلبة، وقد تمت أشغال الريادة والاستكشاف الأولى للموقع سنة 2017 بناء على القرار الوزاري لسنة 2016 الذي صنف الموقع كمعلم ومحمية أثرية وطنية، ومن أهم ما تم اكتشافه بهذا الموقع خلال الحفرية الجديدة منزل من الحجم الكبير شيد بتقنية بناء راقية و ساحة واسعة و بئر بعمق من المرجح أن يعودوا إلى الحقبة الإسلامية ما بين القرن 4 و6 الهجري حسب العرض، كما تم اكتشاف قطع فخارية وخزافية مختلفة الأنماط، قطع من الحديد والبرون، قطع نقدية من مادة البرونز، قطع من الزجاج ، وأواني منزلية من الحديد والفخار وحلقات حديدية، و بقايا لعظام حيوانات وإنسانية . ويحتوي الموقع طبقات جوفية أثرية لمختلف الحقب الحضارية والتاريخية بدء بعصور ما قبل التاريخ إلى العصور الإسلامية (الفترة الممتدة ما بين القرن ال 4 وال 6 هجري . وفي هذا الإطار ثمنت مديرة الثقافة للولاية دليلة عواس الجهود المبذولة من طلبة الفرقة المشاركة في اشغال الحفريات وفي إنجاح هذا المشروع والتطلع إلى المزيد من الإنجازات في المستقبل، معتبرة هذا ليس مجرد عرض لنتائج البحث، بل هوتجسيد لجهود حقيقية من قبل الأساتذة الباحثين والطلبة المشاركين الذين ساهموا في إلقاء الضوء على تراثنا الثقافي الغني. لاسيما الموقع الأثري زموري البحري الذي يعد واحدًا من المعالم التاريخية المهمة، وهو يروي قصة حضارات متعددة مرت عبر الزمن، مشيرة الى أن الأعمال التي قام بها فريق الحفرية تتجاوز الطابع الأكاديمي، حيث تُعد جسراً يربط الماضي بالحاضر ويعكس أهمية التراث في تشكيل هويتنا الثقافية، مؤكدة على أهمية التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والهيئات الثقافية في تعزيز البحث العلمي ودعم المشاريع الأثرية، كما اضافت ان عرض نتائج هذا المشروع يعتبر بداية جديدة لاستكشاف المزيد عن الحضارات، داعية بذلك كل من الأساتذة أوالباحثين أوالطلبة، إلى الاستمرار في هذا النهج، لتعزيز الوعي الثقافي بأهمية المواقع الأثرية. من جهته اكد رئيس المجلس الشعبي الولائي يوسف طلاش على أهمية هذه الحفريات التي يمكن أن تكون لها منفعة سياحية كمعلم تاريخي لجلب السياح وجعله متحفا على الهواء الطلق لاستفادة منه، مثمنا بذلك الجهود المبذولة من طرف مديرية الثقافة للحفاظ على التراث الثقافي .