السوق المالي يشهد ديناميكية كبيرة منذ بداية 2024 صندوق النقد العربي: بورصة الجزائر تعرف تطورات ايجابية جد هامة أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، السبت بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" (الجزائر العاصمة)، بوابة الكترونية ونافذة موحدة للسوق المالي في الجزائر، تهدفان بشكل كبير إلى تطوير بيئة السوق المالي. وجاء ذلك بمناسبة انعقاد المؤتمر السنوي الثاني للسوق الماليالجزائري، المنظم من قبل "كوسوب" برعاية وزير المالية، لعزيز فايد، تحت شعار "آفاق جديدة لتمويل الاقتصاد الوطني من خلال السوق المالي"، والذي شهد حضور مسؤولين وخبراء دوليين في مجال السوق المالي. وفي كلمة له، أوضح رئيس لجنة تنظيم عمليات البورصة، يوسف بوزنادة، بأن البوابة الإلكترونية للسوق المالي ستسمح للراغبين في ممارسة مهن السوق والشركات الراغبة في الإدراج في البورصة بتقديم طلباتهم بشكل رقمي، وهو الامر الذي سيساهم في تسهيل الإجراءات وتحسين مستوى الخدمات المقدمة من قبل "كوسوب". كما ستوفر للمستثمرين خاصية الاطلاع على كافة البيانات والمعلومات المتعلقة بنشاط السوق المالي، من خلال التعاون المستقبلي مع شركة تسيير بورصة القيم، يضيف المسؤول ذاته، مؤكدا ان هذه المنصة تأتي في اطار توجيهات السلطات العمومية الرامية الى تجسيد التحول الرقمي الشامل. اما بخصوص النافذة الموحدة للسوق المالي في الجزائر التي تم اطلاقها بالمناسبة، أوضح السيد بوزنادة انها تهدف إلى تجميع كافة الأطراف الفاعلة في السوق تحت مظلة واحدة، وبالتالي تبسيط الإجراءات للشركات الراغبة في الإدراج في البورصة، وتحقيق التكامل المالي وكذا تعزيز عمق السوق وتحسين جاذبيته. وتجمع هذه النافذة فاعلين اساسيين في السوق المالي في الجزائر، ويتعلق الامر، بالاضافة الى "كوسوب"، شركة تسيير بورصة القيم، القرض الشعبي الجزائري، شركة الجزائر للتسوية، شركة "تال ماركت" و "انفست ماركت"، اضافة الى مؤسسة "غرانت تونتون" بصفتها مؤسسة مقيمة للشركات الراغبة في دخول البورصة، والذين وقعوا اتفاقية لهذا الغرض. وفي هذا السياق، ابرمت "كوسوب" اتفاقية تعاون هامة مع الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، تهدف إلى توجيه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المنخرطة بالغرفة نحو هذه النافذة الموحدة وتعريفها بآليات التمويل البديلة عبر السوق المالي، مما سيساهم في توسيع نطاق استفادتها من الفرص التمويلية المتاحة. وبمناسبة هذا الحدث، تم ايضا تنصيب المجلس العلمي للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها، والذي يضم 12 خبيرا تم اختيارهم استنادا إلى كفاءاتهم الأكاديمية، وخبراتهم المهنية الواسعة في مجالات المالية والاقتصاد، والذين سيقومون بمساعدة اللجنة في صياغة الرؤية الاستراتيجية للسوق الماليالجزائري، وتقديم المقترحات والحلول المبتكرة لتعزيز أدائه وتنافسيته، كما سيعملون على تبادل الأفكار والمعارف مع مختلف الأطراف المعنية بهدف تطوير بيئة سوق مالي تتسم بالفعالية والديناميكية. أما في إطار تعزيز التعاون الإقليمي، تم التوقيع على ملحق لاتفاقية تعاون تجمع لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها و هيئة السوق الماليةالتونسية، بهدف تنظيم دورة تدريبية متخصصة على مستوى هيئات السوق الماليالتونسي، بغرض تنمية مهارات المتعاملين في السوق الماليالجزائري، بحيث تأتي هذه الدورة تتويجا لبرنامج "شهادة محترفي السوق المالي" الذي تنظمه لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها سنويا بالتعاون مع معهد التكوين المصرفي. من جهة أخرى، في حديثه عن المؤتمر السنوي الثاني للسوق الماليالجزائري، اكد رئيس "كوسوب" بان انعقاده يأتي في ظرف اقتصادي واعد تتميز به البلاد حاليا، وكذا في ظل المؤشرات الايجابية التي يشهدها الاقتصاد الجزائري التي تدل على نموه المستمر، وذلك بفضل السياسة الطموحة التي يقودها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون. واضاف ان السوق الماليالجزائري، يشهد منذ بداية السنة الجارية 2024 ديناميكية كبيرة، خاصة بعد إدراج أول بنك في البورصة، بالإضافة إلى الخطط المستقبلية التي تضمن دخول مؤسسات مالية وشركات كبرى أخرى. ومن جهته، اكد الامين العام لهيئة الاوراق المالية العربية،جليل طريف، ان اسواق المال العربية ومن بينها الجزائر شهدت "قفزة نوعية وتقدم واضح لاسيما في مجال التكنولوجيا المالية وتنويع المنتجات وانشاء صناديق الاستثمار وكذا في مجال الصكوك الاسلامية"، مشيرا الى ان القيمة السوقية لهذه الأسواق وصلت بنهاية 2023 الى نحو 6ر4 تريليون دولار لتمثل 1ر4 بالمائة من مجمل القيمة السوقية لأسواق المال العالمية". ..صندوق النقد العربي: بورصة الجزائر تعرف تطورات ايجابية جد هامة وخلال جلسة مستديرة حول "تحديات الهيئات التنظيمية لبناء سوق مالي ديناميكي وشامل"، تطرق علي بن الضب، ممثل صندوق النقد العربي، في مداخلة له، الى اهمية السيولة في دفع نشاط البورصات عموما، مؤكدا أن بورصة الجزائر تعرف "تطورات ايجابية هامة جدا"، داعيا الى ضرورة ادراج المزيد من المتدخلين في السوق وتوسيعه. وقال بهذا الخصوص "لا بد لبورصة الجزائر ان توسع من حجمها سواء بالنسبة للشركات المدرجة او الافراد المستثمرين في الأسهم مع تعزيز المرونة و فورية التعاملات و الاجراءات"، لافتا الى أن العنصر الأساسي لدعم سيولة الاسواق المالية بشكل عام و بورصة الجزائر بشكل خاص يتمثل في الرقمنة وسهولة الاجراءات داخل السوق المالي. واضاف ممثل صندوق النقد العربي ان الامر يتعلق كذلك بتعزيز وتحسين البيئة التشريعية والتنظيمية واستغلال كافة الامكانات التي تتيحها التكنولوجيات المالية و كذا تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال المالية. من جهته، استعرض رئيس لجنة سوق المال التونسي، صالح السايل، افاق تطوير سوق الاوراق الماليةالتونسي الذي تم اطلاقه بموجب اصلاحات مالية تمت سنة 1995 و الذي تبلغ حجم قيمته السوقية حاليا نحو 26 مليار دينار تونسي، لافتا الى ان السلطات المالية في تونس تعكف على تحديث الاطار التشريعي للبورصة لا سيما من خلال توسيع نشاط وسطاء البورصة ما سيمكن هؤلاء من ممارسة نشاطات اكبر كتقديم خدمات الاستثمار.