تراجعت العمليات الإرهابية في الجزائر بصفة ملحوظة، واستمر الوضع من الانتخابات التشريعية إلى الانتخابات المحلية المنتظرة يوم الخميس، ونجحت قوات الأمن في محاصرة الإرهابيين في مناطق عديدة من الوطن خلال الأشهر الأخيرة، ولم يجد الإرهابيون متنفسا لهم، بعد ان كانت مناطق من الجزائر، تشهد تصعيدا أمنيا لافتا. قضت قوات الأمن على العديد من الإرهابيين في الآونة الأخيرة، أكثر من السنوات الماضية، حيث ارتبط التصعيد الأمني آنذاك في بعض المناطق من الجزائر، وبخصوص الولايات الواقعة شرق العاصمة الجزائرية، كبومرداس وتيزي وزو والبويرة، بواقعين تخندقت فيهما المصالح الأمنية في الجزائر بشكل كاف لتحدث قفزة على صعيد محاربة الجماعات الإرهابية، ويتعلق الأمر، بالأزمة في مالي بعد ليبيا وتداعياتها على أمن الحدود الشرقية للجزائر وأمن منطقة الساحل الصحراوي الذي يعتبر ملاذ الجماعات المسلحة الهاربة من وسط البلاد، ومواصلة الحرب ضد الإرهاب على مستوى الجبهة الداخلية. وتعمل الجزائر حاليا، على جبهتين أمنيا، الجبهة الشرقية والصحراوية حيث تحاول محاصرة الجماعات المسلحة ومنع تسللهم إلى المناطق الداخلية بعد أن تأكد تهريبهم لأسلحة متطورة جراء الفلتان الأمني في ليبيا، ومالي جنوبا وقد اعترف وزير الخارجية، مراد مدلسي بخطر اكتساب المسلحين أسلحة متطورة تهدد أمن دول المنطقة، والجبهة الداخلية التقليدية التي تسعى من خلالها إلى ملاحقة الجماعات المسلحة. ودعا دول الجوار إلى التعاون المكثف لحرمان هؤلاء من اكتساب الأسلحة الليبية. وعرف الملف الأمني تشعبات عديدة، موازاة مع الأزمة في ليبيا، فأرادت الجماعات المسلحة الاستثمار في انشغال السلطات العليا في البلاد وكذلك مؤسسة الجيش الشعبي الوطني بما يجري على الحدود الشرقية بين الجزائر وليبيا والأزمة في مالي من اجل القيام بأعمال إرهابية، خاصة وان الجزائر كانت تحتضن اجتماعات رفيعة المستوى تضم قيادات أركان جيوش دول الساحل الصحراوية. ورغم تزامن العمليات الأمنية ضد الجماعات الإرهابية، مع جدل الانتخابات التشريعية ثم المحلية، مع بروز بوادر الصراع بداخل تنظيم قاعدة بلاد المغرب الإسلامي بدليل التغييرات التي يقوم بها أمير التنظيم عبد المالك دروكدال في منطقة الصحراء إثر تعيينه أول أمس، "الشنقيطي، أميرا على منطقة الصحراء، ليكون إلى جنب يحي ابو همام المعين قبل أسابيع قليلة. وشهد الوضع الحالي موازاة مع التحضير للإنتخابات المحلية سيطرة أمنية مطلقة لقوات الأمن التي كانت متأهبة لأي هجوم مسلح انتقامي قد يحدث، كما شهد القضاء على إرهابيين بتيزي وزو. ولما كانت الأعمال الإرهابية جارية بعد تجددها خلال السنة الماضية، هنا وهناك رغم عشوائيتها، كانت زعيمة حزب العمال لويزة حنون، تشير إلى ربط بين الاعتداءات المسلحة و"تأخر الإفراج عن وثيقة الإصلاحات" لذلك مضت تطالب رئيس الجمهورية بالإعلان عن التقرير الخاص بالإصلاحات بعد مشاورات ماراطونية تمت بين السلطة والأحزاب السياسية"، وكانت حنون تعتبر إن الإفراج عن التقرير الخاص بالإصلاحات من شأنه أن يوجد تحالف شعبي مع الحكومة ضد الجماعات المسلحة، باعتبار أن تطبيق الإصلاحات يفوت الفرصة على المسلحين للتحجج بمختلف الحجج التقليدية، كالفساد والابتعاد عن تعاليم الدين والتضييق على الحريات.