التقى أول أمس بمدينة بريكة بولاية باتنة 20 شاعرا وشاعرة في الملتقى الوطني الأول لعكاظية طبنة للشعر الشعبي الذي بادر إلى تنظيمه النادي الثقافي رضا حوحو للجمعية الوطنية الثقافية الجاحظية فرع باتنة. ورغم الحضور المحتشم للجمهور وغياب المهتمين بالفعل الثقافي إلا أن قاعة المركز الثقافي الشهيد بن علية التي احتضنت هذه التظاهرة اتسمت بالحيوية والحرارة بوجود عشاق اللحن الأصيل الذين جمعهم وجع الكلمة فأبوا إلا أن يمتعوا الآخر بما جادت به قرائحهم. ولم يبخل فحول الكلمة الذين نزلوا ضيوفا على المدينة من 14 ولاية من مختلف أنحاء الوطن على عشاق الشعر الملحون الذين أتوا - على قلتهم - ليستمتعوا بهذا الجزء من التراث الشعبي. وتألق في حفل افتتاح هذه التظاهرة التي تدوم 3 أيام الشاعر الضرير علي لمويزى ذي ال 57 سنة من سيدي خالد ببسكرة الذي لم تثنه إعاقته عن المشاركة في هذه العكاظية وهو الذي قدم للشعر الملحون ديوانا سنة 2009 بعنوان "الخيال الرمزي من خواطر علي لمويسي". وعلى أنغام الكمان الهادئة توالت قراءات الشعراء ومنهم الصادق غربي من بريكة ولعمارة الحاج من سيدي خالد (بسكرة) وحكيمة دليمي من المسيلة الذين أبدعوا بقصائد تناولت الحب والوطن ولم تغفل غزة الجريحة وقضايا وأوجاع أخرى. ولم يخف الشعراء المشاركون في العكاظية بالمناسبة إصرارهم العميق على المضي في قول الشعر الملحون الذي يعاني حسبهم من التهميش والإقصاء. وفي هذا السياق كشفت الشاعرة تحسين جمعة من البيض (57 سنة) عن معاناة شاعر الملحون الذي تدفعه المشاكل للبوح وتنظيم القصائد التي تبقى في الأدراج لأن ضيق اليد بحول دون التعريف بها وإخراجها للآخرين. وتخللت القراءات الشعرية تقديم شريط حول مدينة طبنة العريقة التي قال رئيس النادي الثقافي رضا حوحو للجاحظية بباتنة خير الدين محمدي بأن تسيمتها مشتقة من اسم الإخوة طبني وهم 3 شعراء عرفوا قديما بهذه المنطقة. وأوضح محمدي بأن الهدف من هذه العكاظية هو لم شمل شعراء الملحون وجمع قصائدهم لتنشر فيما بعد في فصل من مجلة الجاحظية "التبيين". وينتظر أن ينظم لفائدة الشعراء المشاركين في العكاظية خرجة ميدانية إلى منطقة طبنة وقصور أمدوكال العتيقة.