أكدت مصادر مقربة من قيادة عمليات القوات الفرنسية في مالي مقتل عبد الحميد ابو زيد، أحد أبرز القياديين في تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" إثر غارة جوية شنتها القوات الفرنسية في شمال البلاد. وأفادت المصادر بأن عبد الحميد أبو زيد الذي ينظر إليه باعتباره نائب زعيم" تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا" والذي يعتقد أنه المسؤول عن اختطاف ما يزيد على 12 من الرهائن الأجانب بهدف طلب الفدية من بينهم اثنان على الأقل لقيا حتفهما فيما لايزال عدد آخر من الفرنسيين قيد الاحتجاز قتل خلال الغارة الجوية. ونقلت تقارير إعلامية فرنسية عن مصادر عسكرية قولها إن أبو زيد إضافة إلى عدد آخر من المسلحين الذين يقاتلون إلى جانبه "قتلوا قبل أيام في غارة جوية استهدفت أحد معاقل الجماعة المسلحة في "أغويلهوك" شمال مالي". وقد تلقت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ضربة موجعة أخرى، بمقتل أبو زيد، ويبدو أن فرنسا شرعت فعلا في تصيد رؤوس التنظيم الإرهابي بعد أن طردت الجماعات المسلحة من شمال مالي، بينما تأتي هذه العملية أسابيع قليلة فقط من قيام وحدات الجيش بتيزي وزو بعملية نوعية ، جد مهمة، بقضائها على أحد أكبر قادة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وهو مسؤول العلاقات الخارجية المكلف بالتنسيق بين تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وتنظيم "القاعدة" الأم في كمين نصبه له وقد أسفر الكمين الذي نصبه أفراد الجيش على إسقاط " خالد الميغ"، واسمه الحقيقي، بوعلام بكاي (45 عاما) ونصب الكمين بالقرب من قرية "أزرو" ببلدية يكوران على بعد 50 كلم عن تيزي وزو. وتعد العملية، نوعية بامتياز، وحلقة مهمة في سلسلة القضاء على الرؤوس المدبرة في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حيث تفيد الحصائل المتعلقة بمكافحة الإرهاب ب"تقليم" رؤوس ما يسمى بتنظيم القاعدة، خاصة ما تعلق بأخطر السرايا الانتحارية لهذا التنظيم المحاصر بعدما شغل الجيش الشعبي الوطني وأجهزة الأمن إستراتيجية هجومية مبنية على دقة المعلومات و"العمليات الجراحية" الناجحة والتي أدت في هذه المدة إلى القضاء على أكثر من 400 إرهابيا وأكثر من 15 أميرا هم اخطر وأقدم العناصر الإرهابية التي التحقت بالعمل المسلح منذ مطلع التسعينيات، بين 2008 و2012. وموازاة مع ذلك، وافق مجلس الأمن والوساطة التابع للمجموعة الإقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) من حيث المبدأ على تحويل القوة الأفريقية العاملة في مالي والمعروفة ب (أفيسما) إلى قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة بعد استقرارالأوضاع على الأراضي المالية. وقال بيان أصدرته المجموعة في العاصمة النيجيرية أبوجا أمس، ان القرار بتحويل القوة الأفريقية الى قوة تابعة للأمم المتحدة تم اتخاذه خلال الجلسة الإستثنائية للمجلس في ابيدجان عاصمة كوت ديفوار مؤخرا. وحث المجلس مفوضية الإيكواس والإتحاد الافريقي على توجيه طلب رسمي الى الأممالمتحدة لتحويل ال (أفيسما) الى قوة حفظ سلام دولية بمجرد عودة الهدوء الى مالي. وكان رئيس مفوضية ال(إيكواس) السفير كادري اوادرجو قد حث حكومات الدول المشاركة في قوة (أفيسما) على التفكير في تحويل هذه القوة الى قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلام في مالي. وعقد زعماء (الإيكواس) الأربعاء قمة في مدينة "ياموسوكرو" بكوت ديفوار بحضور الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان, حيث ناقشوا خلال القمة التي افتتحها رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا الأوضاع الأمنية والسياسية في كل من مالي وغينيا بيساو اللتين شهدتا انقلابين عسكريين العام الماضي أديا الى تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية والإنسانية فيهما.