ووري الثرى أول أمس بمقبرة القطار بالجزائر العاصمة جثمان الفقيد مصطفى تومي الذي وافته المنية ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بحضور جمع من فنانين وعائلة وأصدقاء ومحبي الفقيد. وبدت علامات التأثر والأسى لرحيل الفنان بادية على وجوه الفنانين الحاضرين على غرار مصطفى سحنون ومحمد العماري وفوزي صايشي وغيرهم حيث أشادوا بفنه الراقي واحترافيته وأيضا بنضاله إبان الثورة التحريرية مؤكدين في نفس الوقت على أن أعماله "ستبقى خالدة". وأعرب الفنان وعضو الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني مصطفى سحنون عن حزنه العميق لرحيل مصطفى تومي معتبرا أن الجزائر"فقدت جوهرة وفنانا خارقا للعادة.. طيب القلب ولا يشتكي". وعاد سحنون بذاكرته إلى الوراء مذكرا بأنه التقى الفقيد أواخر1958 بباريس حيث كان الراحل منشطا في التلفزيون الفرنسي قبل أن يصبح من أوائل من لبوا نداء جبهة التحرير لتكوين فرقة فنية تناضل من تونس رفقة مصطفى كاتب وبوعلام رايس وسيدعلي كويرات وآخرين". وتابع المتحدث قوله بأن الراحل وبعد الاستقلال واصل فنه بخطى ثابتة وخصوصا مع أغنية "سبحان الله يا لطيف" التي أداها الشيخ محمد العنقا والتي "تجادل فيها معه كثيرا" مشددا على أن "صعوبة التعامل معه في الفن كانت دليل عبقريته" وعلى أن "حبه للقصبة كان لا يضاهى". وأشاد من جهته الممثل فوزي سايشي بالإرث الفني والإنساني ل"العملاق" -كما وصفه أيضا- مذكرا بأنه قد تعرف عليه في السبعينيات والثمانينيات وكان دائم الالتقاء به رفقة الروائي الطاهر وطار وآخرين "لقد كان عزيز النفس وطيبا إلى أبعد الحدود" يقول الممثل. وأشار مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي بأن الراحل كان "أحد الرجال المجاهدين وأحد رموز الثقافة الذين فقدتهم الجزائر رغم أنه كان دائما يعيش وراء الستار" مشيدا بتواضع مصطفى تومي الكبير. وقبل تشييع الفقيد إلى مثواه الأخير تم عرض جثمانه صباح اليوم بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة حيث توافد عدد من الفنانين والكتاب والمواطنين ومسؤولي وزارتي الثقافة والاتصال لإلقاء النظرة الأخيرة. وتوفي المؤلف والشاعر وكاتب الكلمات مصطفى تومي ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء العاصمة عن عمريناهز76 سنة.