أعلنت وزيرة الثقافة خليدة تومي عن إطلاق تكوين يسمح بتطبيق التكنولوجيا المعلوماتية ورقمنة المتاحف لمدة ثلاثة سنوات وتشرف عليه المدرسة الوطنية لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها بالتنسيق مع جامعة باريس 8 بفرنسا. وقالت تومي أول أمس خلال افتتاحها للملتقى الدولي الثامن حول تراث المغرب العربي في العصر الرقمي أن التكوين سيسمح بتوفير المعارف لأكبر عدد من الطلاب الجزائريين والخبراء بغية استثمار الطاقات البشرية الجزائرية في رقي القطاع الثقافي والاستفادة منه مستقبلا. وأوضحت الوزيرة، أن الملتقى سهل في الطرح وصعب في الإنجاز، إذ أن الجزائر منذ 1962 إلى 2002 (أي أربعون سنة) كانت لها 7 متاحف وطنية، وغياب للمسارح الجهوية، أما اليوم الجزائر تمتلك 18متحفا وطنيا، 5 متاحف جهوية، 24 متحفا أثريا، الى جانب مركز تفسير التراث في تلمسان الذي أنجز في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية2010. وأضافت تومي أن الجزائر اليوم متوفرة على 48 مؤسسة متحفية عبر الوطن، و45 مؤسسة متحفية أخرى إما هي في إطار الدراسة أوفي طور الإنجاز، أو أنه تستعد لتسجيل في القوانين المالية . وأكدت تومي على ضرورة التعاطي مع لغة الرقمنة من خلال إقامة أشغال الترميم وصيانة المتاحف، وكذا رقمنة المتاحف وهذا بهدف توسيع نطاق التراث إلى المتلقي العالمي، وكذا تسهيل عمل البحث، التحليل وتفسير إشكالية المجموعة البحثية من طرف الباحثيين لاكتشاف الأسرار التراثية والتاريخية. وقالت خليدة تومي أن الإستراتجية التي تنتهجها الوزارة لتدعيم وترقية مجال الرقمنة بالجزائر تكمن عبر إقامة ملتقيات ومؤتمرات تضم خبراء أجانب لمناقشة إشكالية الرقمنة، وأضافت "إن رقمنة متحف ومحاولة ترقيم التراث الوطني يستدعي خبرات وميزانية كبيرة، ولهذا قبل طلب الميزانية المالية، يجب تكوين خبراء جزائريين يطمحون بترقية المشاريع الجزائرية، خاصة وأن إشكالية التراث مرتبط بالسيادة الوطنية . ومن جهتها، دعت برنارديت نادية ساودوفران بروفيسور بجامعة باريس8 بفرنسا إلى تطوير المشهد التراثي الثقافي في الجزائر ونشر وتعميم المعرفة بالتراث الإنساني والتاريخي والحضاري من خلال تطبيق تكنولوجيا المعلومات وخلق مواقع أركيولوجية للتعريف بالمواقع الأثرية والتحف النادرة والمخطوطات والعمل على نشرها في صورة رقمية حاملة لكل البيانات المفصلة والشروحات الضرورية. وأوصت البروفيسور دورفان بضرورة التحسيس للمحافظة على الإرث المعماري الذي يمثل "سيرة ذاتية حية عن الأجداد". وقالت الباحثة الفرنسية أن الهدف من الملتقى هو جعل البحث العلمي والرقمنة من بين الأعمدة الأساسية في كل استراتيجية تخص التعريف الدقيق بالتراث وتنميته عبر وسائل التواصل الجديدة والمبنية على تكنولوجيا المعلومات، وأكدت دورفان على ضرورة توحيد الجهود عبر إدماج الجامعة ومركز البحث العلمي المختصة في تطوير سياسات واستراتيجيات الخاصة المتعلقة بالتراث الثقافي الذي يشكل الدعامة الأساسية لتطوير الصناعات الثقافية التي يعول عليها في الدول المتقدمة كأداة للتطور الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق المحافظة على الهوية الثقافية لكل بلد . كما أشار بعض المشاركين إلى ضرورة تكثيف الجهود من أجل ضمان أفضل محافظة ووقاية وتثمين فعال لهذا التراث الثقافي أمام مختلف أشكال التدهور.