شكل موضوع "استيراتيجية تأمين التراث المتحفي وتقديم خريطة المتاحف الجزائرية" محور الايام الدراسية التي نظمت ابتداء من يوم الاربعاء والى غاية يوم غد الخميس بالجزائر العاصمة بمشاركة القائمين على الحفظ في المتاحف ومدراء المتاحف الموجودة عبر التراب الوطني. ويهدف الملتقى المخصص لمناقشة "مستقبل المتاحف الجزائرية عقود وبرامج وآفاق الترقية" الذي نظمته مديرية الحفظ وترميم التراث الثقافي بوزارة الثقافة الى دراسة الاستيراتيجية التي يجب اتخاذها لاعادة تأهيل المتاحف وكيفية تحديثها. وتطرق مدير حماية الممتلكات الثقافية وتثمين التراث الثقافي مراد بتروني خلال مداخلته الى موضوع "التراث الثقافي المتحفي: استيراتيجية التثمين والتأمين" معتبرا ان المتاحف بحاجة الى مخططات تأمينية لضمان وحماية الممتلكات الثقافية التي تكون عرضة في بعض الاحيان الى عمليات السطو وكذا لمخاطر الكوارث الطبيعية. وشدد من جهة اخرى على ضرورة انشاء مؤسسة مزدوجة وعملية لمكافحة تهريب التحف الفنية مع ادراج اسلاك أخرى في هذه المهمة على غرار مديرية الامن الوطن والجمارك لضمان حسن سير المخططات التأمينية مشيرا الى ان مديرية تأمين الممتلكات الثقافية تتعامل كمديرية فرعية ولا تملك سلطة الردع. وفي سياق آخر تحدث مدير الادارة والوسائل سعيد لعرباني الى مسألة "التمويل وتحسين البرامج وادارة المتاحف" كما تناول موضوع تكوين اليد العاملة التي اعتبر ان القطاع بحاجة ماسة اليها. من ناحيته تطرق مدير الحفظ وترميم التراث الثقافي السيد مراد بوتفليقة الى "واقع الخريطة المتحفية وآفاقها" مشيرا في مداخلته الى ان هناك مباني لا تقبل التحول الى متاحف. وأضاف ان الجزائر تعتزم فتح متاحف اخرى في عدة مناطق من البلاد حيث ستصل في افاق 2020الى 90 مؤسسة متحفية. وقال أنه حان الوقت لتقييم العمل المتحفي في الجزائر من خلال المتاحف الموجودة مؤكدا ضرورة أن تقترب اكثر من الجمهور بالتعاون مع وزارات اخرى خاصة وزارة التربية الوطنية بهدف السماح لتلاميذ المدارس بالتعرف على ما تكتنزه هذه المتاحف. واشار الى ان هناك اطار عمل للقيام بعملية التحديث في المتاحف مضيفا انه لا بد من تغيير الممتلكات المعروضة في المتاحف لتمكين الجمهور من الاطلاع عليها. وصرحت وزيرة الثقافة خليدة تومي لواج في اختتام اشغال هذا اليوم ان هذا الملتقى الاول من نوعه مهم جدا لمستقبل المتاحف الجزائرية مشيرة الى ان اجتماع اليوم جاء لتوحيد النظرة والبحث في كيفية الارتقاء بالمتاحف الجزائرية الى المستوى العالمي. وتميزت اشغال اليوم الدراسي بتنظيم ورشات عمل جمعت المدراء والقائمين على الحفظ في المتاحف تم خلالها مناقشة موضوع العقود والبرامج المتعلقة بالمتاحف بالاضافة الى الموارد المالية والبشرية.