أكد مشاركون في ملتقى وطني حول المخطوطات التي انطلقت أشغاله أول أمس بولاية الوادي أن المخطوطات قد ساهمت في المحافظة على مقومات الأمة طيلة حقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر. واعتبر المتدخلون في هذا اللقاء الذي يحمل عنوان "خزائن المخطوطات في الجزائر" من أساتذة جامعيين وباحثين ومختصين في علوم التاريخ والآثار أن هذه المخطوطات كانت من أهم الأسلحة التي قاومت وبشدة محاولات الاستعمار لطمس مقومات الشخصية والهوية الوطنية لمدة تزيد عن 132 سنة. وأكد مدير الثقافة لولاية الوادي حسن مرموري في هذا الصدد أن المخطوطات قد أعادت بعث روح الانتماء الوطني والارتقاء بمقومات الأمة وتعزيز وحدتها. وأجمع هؤلاء المتخصصين في دراسة هذا النوع من التراث المادي على ضرورة الاعتناء بالمخطوطات وحماية الخزانات والزوايا التي تزخر بهذا التراث الثقافي الثمين وتوفير كل شروط ترقية وتثمين المخطوطات. وتتواصل أشغال هذا الملتقى الوطني على مدار يومين والذي يشهد أيضا مشاركة بعض شيوخ الزوايا بولايتي أدرار وتمنراست. ويناقش المشاركون إشكالية الملتقى من خلال عدة محاور تتمثل في "خزائن المخطوطات - مفاهيم ومصطلحات عرض وتوصيف" و"المخطوطات الجزائرية والصمود في وجه التحديات" و"المخطوطات الجزائرية بين الجرد والإحصاء والفهرسة والتحقيق عبر العصور". كما سيتم بحث محاور ذات صلة ب" تجربة مخابر المخطوطات في الجامعة الجزائرية بين الواقع والمأمول" و"المخطوطات ودورها في الكتابات الوطنية والتاريخ لحركة المقاومة المسلحة وثورة أول نوفمبر" و"التراث الجزائري المخطوط في منظومة التشريع الوطنية " و"المخطوطات الجزائرية وسبل الاستفادة من وسائل الحفظ والرقمنة الحديثة" كما أوضح المنظمون. وللإشارة فإن هذا الملتقى الوطني الذي تحتضن أشغاله دار الثقافة القديمة محمد الأمين العمودي تنظمه مديرية الثقافة بالتنسيق مع مخبر المخطوطات الجزائرية في غرب إفريقيا بالجامعة الإفريقية العقيد أحمد دراية بأدرار.