دعا المشاركون في الملتقى الوطني السادس حول التراث الثقافي الذي اختتمت أشغاله اليوم الإثنين بالوادي مختلف وسائل الإعلام إلى تخصيص فضاء للتعريف بالمخطوطات من خلال القيام بزيارات إلى الخزائن الخاصة والإشهار لمحتوياتها. وتم في هذا الصدد إبراز الدور الهام الذي تؤديه وسائل الإعلام المختلفة (مكتوبة ومسموعة ومرئية) في الترويج للتراث المادي المتمثل أساسا في المخطوطات وفي نشر الوعي في أوساط مختلف شرائح المجتمع للحفاظ على هذا الإرث ذي الأهمية العلمية والتاريخية. وأوصى المشاركون من أساتذة جامعيين وباحثين بتكوين لجنة وطنية من الخبراء تعنى بالتعرف على خزائن المخطوطات ومحتوياتها من خلال الفروع التابعة لها التي ستنشأ عبر أرجاء التراب الوطني وإشراك أهل الإختصاص العلمي في الطروحات والتظاهرات المتعلقة بالمخطوطات ودراستها. كما حثوا على تكثيف اهتمام الجهات المختصة بهذا التراث الثمين من خلال تقديم الحوافز الكفيلة لأصحاب الخزائن للتعريف والإشهار بمحتويات خزائنهم ورصد جوائز على المخطوطات بما يتناسب مع القيمة التي تستحقها وتخصيص ميزانية على مستوى مديريات الثقافة لاقتناء المخطوطات. واقترح المتدخلون في توصياتهم الختامية وضع قانون خاص بحماية المخطوطات كإرث حضاري علمي جزائري واستخدام الوسائل التكنولوجية لرقمنة فهرسة المخطوطات وذلك قبل الدعوة إلى ترقية هذا الملتقى الوطني إلى ملتقى دولي . وناقش المشاركون من أساتذة جامعيين وباحثين ومختصين في علوم التاريخ والآثار خلال يومين من أشغال هذا اللقاء الذي حمل عنوان "خزائن المخطوطات في الجزائر" عدة محاور تناولت بالخصوص أهمية خزائن المخطوطات وصمود هذا التراث المادي في وجه التحديات و طرق إحصائها وفهرستها وتحقيقها. كما تم التطرق أيضا إلى تجربة مخابر المخطوطات في الجامعة الجزائرية ودورالمخطوطات في الكتابات الوطنية والتأريخ لحركة المقاومة المسلحة في الجزائر والمخطوطات الجزائرية وسبل الإستفادة من وسائل الحفظ والرقمنة الحديثة. و للإشارة فإن هذا الملتقى الوطني الذي احتضنت أشغاله دار الثقافة القديمة محمد الأمين العمودي نظمته مديرية الثقافة بالتنسيق مع مخبر المخطوطات الجزائرية في غرب إفريقيا بالجامعة الإفريقية العقيد أحمد دراية بأدرار.