قررت تنسيقية مهني الصحة، شل القطاع واستئناف الحركة الاحتجاجية ابتداء اليوم وشن إضراب لثلاثة أيام ينتهي باعتصام الأربعاء المقبل أمام مقر وزارة الصحة، للأسبوع الرابع على التوالي تنديدا ما أسموه ب"غلق المسؤولين لأبواب الحوار مع الشريك الاجتماعي"، في وقت يدفع فيه المواطن والمريض ثمن الخلاف بين أصحاب المآزر البيضاء ووزارة الصحة. وأوضحت تنسيقية مهني الصحة في بيان لها، وقعه كل من رئيس نقابة الأخصائيين، محمد يوسفي، رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، مرابط الياس، ورئيس نقابة الأخصائيين النفسانيين، خالد كداد، ان الحكومة "تلجأ الى العدالة لكسر الإضرابات وقمع الحريات النقابية كاشفة عن عقد المجالس الوطنية لنقابات الصحة المنضوية تحت لواء التنسيقية لتقييم الحركة الاحتجاجية واتخاذ الإجراءات الأزمة من اجل افتكاك المطالب المشروعة". واتهم مهنيو الصحة -حسب المصدر- الوزارة الوصية باستغلال جمعيات المرضى لكسر إضرابهم ومحاولة تأليب الرأي العام ضدهم مما سيضع الأزمة في منعرج خطير خاصة في ظل تفضيل وزير الصحة استخدام اللهجات الاستفزازية، عوض العمل على تهدئة الأوضاع، ونددت بخرجات وزير الصحة التي يتهم فيها النقابات المضربة بشنها إضراب غير شرعي وأنهم فئة متطرفة، داعين الوزير زياري إلى العمل على فتح أبواب الحوار الجادة من اجل إنقاذ القطاع من حالة التدهور التي يشهدها والتي تزداد تدهورا يوما بعد يوم، كما انتقدت توجه الوزير زياري إلى جنيف لحضور أشغال الجمعية العامة للمنظمة العالمية للصحة في وقت يشهد قطاع غليانا كبير . وأكد رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، الياس مرابط ، "أن وزارة الصحة لا تزال غائبة ولم تسعى الى عقد أي جلسات صلح مع النقابات الثلاثة المضربة، ما يدل على أن الوصاية تعمل بنية مبيتة على إبقاء أسباب الأزمة، خاصة بعد لجوئها لاستغلال جمعيات المرضى لكسر حركتهم الاحتجاجية، وتأليب الرأي العام ضدهم، الأمر الذي سيضع القطاع في منعرج خطير" خاص وان خطاب الوزارة ليس هادئا ويسعى دائما إلى استخدام لهجات استفزازية من شانها تأزيم الوضع أكثر، وأضاف قائلا" إن بقاء الوضع على حاله سيؤدي إلى أزمة أكثر حدة خاصة وان المهنيين قرروا عدم التراجع ورفع التحدي إلى غاية افتكاك حقوقهم وعلى رأسها إعادة النظر في القانون الأساسي والنظام التعويضي". ومن جهته أكد، محمد يوسفي، رئيس نقابة الأخصائيين، أن الوضع الحالي تتحمله السلطات لوحدها التي رفضت فتح أبواب الحوار لمناقشة الوضعية الخطيرة لقطاع الصحة على جميع. فيما أوضح رئيس نقابة الأطباء النفسانيين، خالد كداد، أنه لم يتم تسجيل أي جديد من طرف الوزارة ولم يتلقوا أي دعوة صريحة للحوار متسائلا "لا ندري لماذا يتمسك وزير الصحة عبد العزيز زياري بموقفه غير المبرر ولماذا لا يريد الاستجابة لمطالبنا"، قبل أن يؤكد بأن أن النقابات والوزارة الوصية قد وصلت إلى حالة انسداد داعيا الوزارة الأولى إلى التدخل العاجل من اجل فك النزاع القائم وتجنب تعفن الوضع.