تتواصل في الجزائر فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي في المتحف الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط – قصر مصطفى باشا بمشاركة أكثر من مائة خطاط جزائري وعربي وعالمي يمثلون 22 دولة موزعة في قارات العالم الخمس من بينها فرنسا واسبانيا والولايات المتحدة الأميركية واليابان والصين وهم يقدمون إبداعاتهم التي تتوزع بين الحداثة والأصالة الكلاسيكية. واعتبر الفنان مصطفى بلكحلة محافظ المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي أن النهج العام لفكر هذا اللقاء الدولي المتجدد بإرادة حضارية جزائرية، هو ردم الفجوات الفاصلة بين النتاج الإبداعي الإنساني الحاضر بحيوته في جميع قارات العالم، واستكشاف قواعد وفنون خط الكتابة لدى مختلف شعوب العالم، وتقاربها مع فنون الخط العربي الأصيل. وأكد الفنان مصطفى أن دورة المهرجان الجديدة التي تحتضنها العاصمة الجزائرية شكلت انفتاحا اكبر على فنون الخط العالمي في مختلف اللغات الإنسانية الحية، تجسيدا حقيقيا لمبدأ السماح والانفتاح في فلسفة التقارب والتواصل بين الإنساني الحضاري بعيدا عن الحواجز والفواصل. وأشار الفنان بلكحلة إلى أن برنامج هذا المهرجان الثقافي الدولي شهد افتتاح أكبر معرض جزائري عربي عالمي للخط العربي يضم 150 لوحة أنجزها مبدعون قدموا خصائص فنون الخط وتطورها في بلدانهم وبمختلف اللغات العالمية بما فيها الصينية واليابانية والانجليزية والفرنسية رغبة في الانفتاح على فنون الخط لدى مختلف شعوب الأرض، إلى جانب تنظيم ورشات فنية يقدمها خطاطون متخصصون من العراق والسعودية وسوريا والأردن ومصر وباكستان وإيران اليابان والصين، في فضاءات مفتوحة سيكون الجمهور المتابع جزءا منها. وذكر أن الخطاط الجزائري جدد حضوره في المهرجان الثقافي الدولي مؤكدا انفتاحه على مختلف مدارس الخط العربي، متجها إلى إضفاء قواعد متطورة على فن الخط المغاربي، المعبر عن الخصائص البيئية، مشيرا إلى ظهور جيل جديد، يحافظ على الأصول الفنية والتقنية، ويمنحها إضافات معاصرة، جسدها في مختلف أعماله التي يقدمها المتحف الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط، وهي أعمال فرضت حضورها جنبا إلى جنب مع أعمال كبار الخطاطين العالميين، وحصدت العديد من الجزائر الكبرى في المهرجانات العالمية. وحفل المهرجان الدولي بفضاءاته المفتوحة للمحاور الفكرية والبحثية، حيث يقدم مجموعة من الباحثين الجزائريين والعرب والأجانب مختلف الدراسات والبحوث التي تتناول تطور مدارس الخط العربي والارتقاء بتقنياتها ومؤثراتها الجمالية عبر الشكل والمضمون، والاعتراف بمناهج تحديثها وعصرنتها، وهي فضاءات دأب المهرجان على تنظيمها في جميع دوراته التي انتظمت في الجزائر خلال الأعوام الماضية ووثقت كمراجع فنية ونقدية أضيفت إلى مكتبة الفن التشكيلي وأدبيات الخط العربي تحديدا. وقدم الخطاط الأميركي باربي المشارك في المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي نموذجا مبتكرا للخط العربي صمم فيه خارطة العراق بحروفيات عربية خطية، أشارت بوضوح ودقة إلى أماكن المحافظات والمدن والمواقع السياحة حسب قواعد الخط العربي.