اعتبر الفنان مصطفى بلكحلة محافظ المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي، الذي تجري فعالياته في المتحف الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط – قصر مصطفى باشا، أن النهج العام لفكر هذا اللقاء الدولي المتجدد بإرادة حضارية جزائرية، هو ردم الفجوات الفاصلة بين النتاج الإبداعي الإنساني الحاضر بحيوته في جميع قارات العالم. وأكد خلال تصريح صحفي، أن دورة المهرجان الجديدة التي تحتضنها العاصمة الجزائرية شكلت انفتاحا اكبر على فنون الخط العالمي، في مختلف اللغات الإنسانية الحية، تجسيدا حقيقيا لمبدأ السماح والانفتاح في فلسفة التقارب والتواصل بين الإنساني الحضاري بعيدا عن الحواجز والفواصل. واعتبر في الوقت ذاته أن المهرجان بمثابة استكشاف لقواعد وفنون خط الكتابة لدى مختلف شعوب العالم، وتقاربها مع فنون الخط العربي الأصيل. وأشار الفنان بلكحلة، إلى أن برنامج هذا المهرجان الثقافي الدولي شهد افتتاح أكبر معرض جزائري عربي عالمي للخط العربي، ويضم 150 لوحة أنجزها مبدعون قدموا خصائص فنون الخط وتطورها في بلدانهم وبمختلف اللغات العالمية، بما فيها الصينية واليابانية والانجليزية والفرنسية رغبة في الانفتاح على فنون الخط لدى مختلف شعوب الأرض، إلى جانب تنظيم ورشات فنية يقدمها خطاطون متخصصون من العراق والسعودية وسوريا والأردن ومصر وباكستان وإيران اليابان والصين، في فضاءات مفتوحة سيكون الجمهور المتابع جزءا منها. وذكر أن الخطاط الجزائري جدد حضوره في المهرجان الثقافي الدولي، مؤكدا انفتاحه على مختلف مدارس الخط العربي، متجها إلى إضفاء قواعد متطورة على فن الخط المغاربي، المعبر عن الخصائص البيئية، مشيرا إلى ظهور جيل جديد، يحافظ على الأصول الفنية والتقنية، ويمنحها إضافات معاصرة، جسدها في مختلف أعماله التي يقدمها المتحف الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط، وهي اعمال فرضت حضورها جنبا إلى جنب مع اعمال كبار الخطاطين العالميين، وحصدت العديد من الجزائز الكبرى في المهرجانات العالمية. وحفل المهرجان الدولي بفضاءاته المفتوحة للمحاور الفكرية والبحثية، حيث يقدم مجموعة من الباحثين الجزائريين والعرب والأجانب مختلف الدراسات والبحوث التي تتناول تطور مدارس الخط العربي والارتقاء بتقنياتها ومؤثراتها الجمالية عبر الشكل والمضمون، والاعتراف بمناهج تحديثها وعصرنتها، وهي فضاءات دأب المهرجان على تنظيمها في جميع دوراته التي انتظمت في الجزائر خلال الأعوام الماضية ووثقت كمراجع فنية ونقدية أضيفت إلى مكتبة الفن التشكيلي أدبيات الخط العربي تحديدا. وقدم الخطاط الأميركي باربي، المشارك في المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي نموذجا مبتكرا للخط العربي، صمم فيه خارطة العراق بأحرف عربية خطية، أشارت بوضوح ودقة إلى اماكن المحافظات والمدن والمواقع السياحة حسب قواعد الخط العربي. .