أحيا الفنان القبائلي أكلي يحياتن سهرة أول أمس بالجزائر العاصمة السهرة الختامية للمهرجان الدولي السادس للأدب وكتاب الشباب بحضور جمهور غفير من محبيه. وتحت تصفيقات حارة وزغاريد النسوة الحاضرات بقاعة ابن زيدون برياض الفتح صعد "دا أكلي" كما يطلق عليه زملاؤه المنصة ليؤدي ما جادت به قريحته من أغاني التي بفضلها ذاع صيته في الوسط الفني الجزائري. فتغنى أكلي يحياتن الذي مازال محافظا على لياقته المعهودة بالوطن في أغنيته "ثمورثيو ثامورث اذورار" التي يمدح فيها الجبال الشامخة لمنطقة القبائل التي رأى فيها النور سنة 1933 ببوغني (تيزي وزو). كما أطرب الفنان الجمهور بباقة من الأغاني التي تمحورت حول ألم الفراق وعن جمال المرأة في أغنية "أزريغ الزين ذي ميشلي" و"آه أثارومانت". واستطاع أكلي يحياتن (80 عاما) أن يحول آلامه وحرمانه اذ عاش يتيما في سن مبكرة بجبال جرجرة إلى عاطفة جياشة ترجمها إلى إبداع فني تمثل في إصدار أكثر من 100 أغنية حقق بعضها نجاحا كبيرا كأغنية "يا المنفي" التي ألفها خلال ثورة التحرير الوطني. وتحت إلحاح الجمهور أدى الفنان هذه (أغنية "يا المنفي") التي رددت فيها القاعة مع المغني مقاطع من هذه الأغنية التي عبر خلالها عن ما ذاقه من مرارة المنفى خاصة عندما زج به في السجن إبان فترة الاحتلال بسبب دفاعه عن القضية الوطنية. وتواصل الحفل بتأدية المغني أغاني من التراث الشعبي الجزائري كأغنية "وين نباتو" التي رقص لها الجمهور كثيرا بالإضافة إلى أغنية "يا نكارة الملح والطعام" التي أراد أن تكون تكريما لروح أحد أعمدة أغنية الشعبي دحمان الحراشي. وبالإضافة إلى الأغاني الجزائرية أمتع أكلي يحياتن الجمهور العاصمي بتحفات من التراث الغنائي المغربي التي أعاد خلالها بعض الأغاني المغربية ك"يا الكاوي" و"ألالا يلالي". وكتب الفنان أكلي يحياتن الذي عرف ألم الغربة منذ صغره العديد من الأغاني التي صنعت شهرته كأغنية "أيا خام ذاشو كيوغان" التي ترجمت إلى الاسبانية فضلا عن أغنية "يا المنفي" التي حققت صدى واسعا وأعيدت من طرف الثلاثي شاب مامي وخالد ورشيد طه والمغني اللبناني علاء الزلزلي.