بدأت تجربة سقي الأراضي الفلاحية بالمياه المستعملة المصفاة التي انطلقت في 2002 تعطي نتائج جيدة بعد نجاح المشروع النموذجي لعين الحوت (تلمسان) الذي يسقي أكثر من 900 هكتار. وتزود محطة تصفية المياه المستعملة مجانا للفلاحين 30 ألف متر مكعب يوميا من المياه الموجهة لسقي أشجار الزيتون والبرتقال، كما أوضحت بلعمري نصيرة مديرة الاستغلال والصيانة لناحية وهران للديوان الوطني للتطهير. ووفقا للمسؤولة نفسها فإن المياه المصفاة لا تمثل أي خطر على صحة المستهلك، مبرزة أنه "لم يتم الإبلاغ عن أية حالة ولم تسجل أي شكوى حتى الآن عن تلوث بكتيري محتمل للفواكه المسقية بهذه المياه". ويسمح سواء لأصحاب الأشجار المثمرة استغلال هذه المياه خلافا للمحاصيل الحقلية التي لا يمكن أن تسقى بهذه المياه. ويحدد قرار وزاري مشترك صدر في جانفي 2012 معايير الاستعمال والوقاية من المخاطر المرتبطة بالمياه المستعملة المصفاة التي يتم استغلالها لأغراض السقي وكذا قائمة المحاصيل التي يمكن سقيها بهذه المياه. ويتضمن مخطط التنمية للديوان الوطني للتطهير إنجاز زهاء أربعين محطة لتصفية المياه المستعملة عبر الوطن. وفي هذا الإطار أشارت السيدة كريمة حاجي مسؤولة نظام إدارة البيئة على مستوى المديرية المركزية للديوان المذكور (الجزائر العاصمة) إلى أنه "ما لا يقل عن أربع منها ستكون موجهة لأغراض فلاحية". ويتم اختيار المحطات الموجهة للسقي وفقا لاحتياجات المناطق المتواجدة بها. وقد دفعت مشكلة الجفاف التي تواجهه المنطقة أصحاب القرار إلى محاولة استغلال المياه المستعملة المصفاة لمحطة عين الحوت، وفق السيدة بلعمري لافتة إلى أن هذه المنشأة قد أنجزت في الأساس لحماية سد "سكاك".