شرع بولاية النعامة في أول تجربة من نوعها لسقي الأراضي الفلاحية بواسطة المياه المعالجة بمحطة التطهير ببلدية «مكمن بن عمار» شمال غرب الولاية، حسبما أفاد به أمس الفرع المحلي للديوان الوطني للتطهير. وأوضح مسؤول الفرع المحلي للديوان أن مساحة الأراضي الفلاحية التي انطلقت المحطة في ديسمبر الحالي في تموينها بمياه السقي المعالجة في مرحلة أولى تصل إلى 19 هكتارا لتتضاعف تلك المساحة المسقية في غضون السنة المقبلة بعد زيادة كميات المياه المصفاة بنفس المحطة التي ستزود بتجهيزات إضافية لاستغلال أحواض لمعالجة المياه المستعملة هي الآن جاهزة للاستغلال، وتوفر هذه المحطة التي بلغت تكلفة إنجازها 217 مليون دج إضافة إلى المساهمة في توفير موارد مائية لسقي أراضي زراعة الأشجار المثمرة أسمدة من خلال ترسيب ومعالجة المواد والبقايا الغنية بالمواد العضوية في عمليات تخصيب الأراضي من المياه المصفاة. واستنادا إلى نفس الهيئة فإن هذه المحطة التي أنجزت في 2007 تقوم بمعالجة نحو 9 آلاف متر مكعب من المياه المستعملة في اليوم وتتكفل بالحفاظ على النظافة العمومية وحماية الأحواض المائية للشط الغربي من أخطار التلوث عن طريق جمع المياه القذرة المنزلية والصناعية وتصفيتها وكذا تجميع مياه الأمطار والأودية، وستساهم هذه العملية في التحكم مستقبلا في الفيضانات انطلاقا من ضبط مسرى جريان المياه السطحية للأودية للتقليص من آثارها المضرة عبر الأحياء المعرضة للفيضانات، وتتواجد المحطة بجوار المحيطات الفلاحية التي ستعيد استعمال المياه المستعملة بعد تصفيتها في هذه المحطة ويعتمد نظام تسييرها واستغلالها على تطهير وإزالة المواد الملوثة من المياه القذرة باعتماد متدرجة للتصفية إلى حين الحصول على مياه مصفاة والتي ستوجه لأغراض السقي الفلاحي، وحسب المصدر فمن المنتظر قبل نهاية السداسي الأول من 2010 تشغيل محطة أخرى ببلدية النعامة لاستغلال جزء من المياه المصفاة من سبخة «ضاية السويد» التي تعتبر منطقة رطبة مصنفة تعاني من مظاهر التلوث الناجمة عن تدفق المياه القذرة في عدة جهات منها عن طريق قنوات فرعية لأغراض السقي الفلاحي، كما سيتم إنشاء محيطات فلاحية على طول القناة الرئيسية مما سيساهم أيضا في حماية الأحياء البرية وعدد هام من الطيور والنباتات والأشجار الغابية والطحالب وغيرها، وقد رصد غلافا ماليا قدره 3.4 مليار دج لإنجاز مشروعين لمحطتي تصفية المياه المستعملة بدائرتي «المشرية» و«العين الصفراء». وتصل طاقة معالجة المحطتين حسب التفاصيل التقنية للمشروعين اللذين ستنطلق أشغال إنجازهما قريبا بعد إسنادهما لمؤسسات وطنية وأجنبية إلى 90 ألف متر مكعب من المياه المستعملة يوميا، وستتكفل المنشأتان بمياه التطهير المنزلي وتصريف مياه الأمطار للمناطق الحضرية والريفية لأربع بلديات متجاورة هي: «المشرية» و«البيوض» بالنسبة للمحطة الأولى و«العين الصفراء» و«تيوت» بالنسبة للمحطة الثانية مما سيجنب تلك المناطق أخطار كبرى ناجمة عن التلوث البيئي وتدفق وسيلان الأودية في النطاق الحضري والريفي.