تتوفر منطقة الجلفة السهبية على مواقع طبيعية خلابة من كثبان رملية وغابات الأطلس الصحراوي وهضبة ما قبل الصحراء، وأبرز هذه المزايا غابة "سن الباء" التي تبعد عن مدينة الجلفة بخمس كيلومترات، والتي تشكل أهم جبال أولاد نايل "الأطلس الصحراوي"، كما تعد من بين المواقع الخلابة نظرا لوضعيتها الجغرافية وشساعة مساحتها، وكذا أهميتها العلمية والبيئية وتضاريسها ومناخها الجزئي، وهي كلها معطيات لمؤشرات إيجابية لإنشاء مجمع طبيعي واسع يمكن ممارسة الرياضة فيه إلى جانب الراحة والترفيه مع الاحتفاظ بطبيعتها الغابية، ونظرا للخصوصيات المذكورة فقد تم تحديد منطقة الجلفة واختيارها منطقة للتوسع السياحي بمساحة إجمالية مقدرة ب12.5 هكتار تزيد من جمالها أشجار الصنوبر الحلبي. .. موقع استراتيجي يجلب الانظار تعتبر غابة "سن الباء" المحاذية لمدينة الجلفة موقعا طبيعيا خلابا يجلب الكثير من الأنظار، ومكانا للترفيه تقصده الكثير من العائلات الجلفاوية خلال عطل نهاية الأسبوع، وتعد هذه الغابة التي تتربع على مساحة إجمالية مقدرة ب 19.800 هكتار، والتي تتشكل من أشجار الصنوبر الحلبي بنسبة 95 بالمائة، إلى جانب أصناف نباتية أخرى محل اهتمام جمعيات ناشطة في مجال البيئة للمحافظة على هذا الحزام الغابي الذي يعتبر فريدا من نوعه. .. مجهودات لحماية الإرث الطبيعي تسعى الكثير من الجهات إلى الحفاظ على هذا الإرث الطبيعي الكبير والمهم، ومن بين الجمعيات التي دأبت على مواصلة عملها الميداني لحماية هذا الإرث الجمعية العلمية للشباب "اكتشاف الطبيعة"، حيث نظمت حملات لغرس الاشجار، وذلك بالتعاون مع مصالح الغابات والبلدية، وهذا تكملة للمشروع الذي بدأ العمل فيه في مارس 2008 القاضي بتشجير المحمية الغابية في المنطقة السهبية، كما أن من بين الأهداف المرجوة من هذا المشروع المحافظة على التنوع البيئي في المنطقة ودراسة النظام البيئي للمحمية، كما ان وجود العديد من الأصناف النباتية والحيوانية بالمحمية والمهددة بالانقراض يتطلب تطوير التربية البيئية الجوارية لدى جميع فئات المجتمع، وتحسيسها إلى جانب ترقية السياحة والترفيه البيئي، كما تنظم تظاهرات رياضية وطنية تتمثل في العدو الريفي المدرسي، في الغابة التي تعتبر مسرحا لها ومكانا جلب أنظار الكثيرين من الرياضيين والمواطنين على حد سواء. .. المواطن الجلفاوي مازال في رحلة البحث عن مساحات خضراء نظيفة آمنة ومهيّأة تكشف دراسة أكاديمية حديثة أنجزت بالمدرسة العليا المتعددة التقنيات للهندسة المعمارية والتعمير بالحراش، عن رفض سكان مدينة الجلفة لتوسعة النطاق الحضري للمدينة على حساب جزء من غابة "سن الباء". فيما أماطت نفس الدراسة اللثام عن كون سكان الجلفة مازالوا في رحلة البحث عن مساحات خضراء مهيّأة لاستقبال العائلات وتتوفر بها شروط النظافة و الأمن. وحسب نتائج الدراسة، فقد جاء العامل الأمني في صدارة اهتمام المستجوبين و يليه توفير التجهيزات المتعدّدة الخدمات، لاسيما فضاءات التسلية للأطفال كالمسرح، و كذا ضرورة إدماج المواطنين و الحركة الجمعوية في تسيير هذه الفضاءات. أما بخصوص تردّد المواطنين الجلفاويين على المساحات الخضراء، فقد كشفت الدراسة أن السلطات المحلية أمامها تحدّ كبير في استقطاب السكان إلى هذه الفضاءات لأن أقل من 08% فقط من العينة المستجوبة أفادت بأنها تزور المساحات الخضراء باستمرار أما نسبة 92% المتبقية فهي لا تزور هذه الفضاءات أو تقصدها بشكل نادر أو من وقت إلى آخر، و يعود السبب في ذلك إلى انعدام أربعة عوامل تتمثّل في التسيير و النظافة و الأمن و كذا تجهيز هذه المساحات الخضراء. ولن يشكل تحدّي جذب السكان إلى المساحات الخضراء حجر عثرة مادام أن الدراسة الأكاديمية تضمّنت إشارة إلى رغبة المواطنين في المساهمة في الحفاظ على هذه الفضاءات إذا ما جرى تنظيم حملات تنظيف أو تهيئة. خصوصا و أنه قد تمّ تسجيل نسبة 98% من الجلفاويين المستجوبين الذين صنّفوا أنفسهم بأنهم من "المدافعين على الطبيعة" و يرغبون في رؤية "الطبيعة" في مدينتهم على اعتبار أنها مكان لممارسة الرياضة و إقامة مختلف العروض و الهدوء و ذات جدوى اقتصادية. .. المنحرفون يغزون غابة ''سن الباء'' بالجلفة إلى وقت قريب كان الفضاء الايكولوجي الغابي المعروف بغابة سن الباء مقصدا ترفيهيا لسكان ولاية الجلفة وضواحيها، باعتباره فضاء طبيعيا خلابا يمثل رئة الولاية ومتنفسا للعائلات والأطفال قبل أن يتحول إلى فضاء غزته سلوكات المنحرفين بتحويله إلى نقاط سوداء، تعج ببائعي الخمور، الذين احتلوا هذه الغابة الممتدة على أكثر من 100 هكتار، حيث بات من المستحيل على العائلات التوجه لهذه الأماكن نظرا للمناظر غير الأخلاقية التي تشكل ديكورا مميزا للمنطقة مع الانتشار الواسع لمدمني الكحول والباعة، وكذا المناظر المخلة بالحياء على مرأى ومسمع الجميع على الرغم من المجهودات الجبارة التي تبذلها مختلف مصالح الأمن في مطاردة المنحرفين وتجار الكحول، غير أن الظاهرة لا تزال تشكل كابوسا حقيقيا لسكان الولاية الذين حرموا من التمتع بهذا الفضاء الطبيعي الذي ينتظر أن تشيد فيه عدة منجزات كالمركز الوطني لتحضير فرق النخبة الرياضية.