يكتسي الطابع الغابي والإرث الايكولوجي بولاية الجلفة، أهمية قصوى نظرا للطابع السهبي الذي يميز المنطقة باعتبارها بوابة الصحراء الكبرى والجدار الذي يتصدى لفعل العوامل الطبيعية منها على الخصوص زحف الرمال وخطر التصحر، لذا تعد الأحزمة الغابية بالولاية بمثابة الرئة التي تتنفس بها المنطقة، والحارس الأمين الذي يتصدى لهذه الظواهر والتغييرات البيئية والايكولوجية الخطيرة على التوازن البيئي. جاء مشروع إنشاء المحمية الغابية في المنطقة السهبية بغابة سن الباء بولاية الجلفة والذي تشرف عليه الجمعية العلمية للشباب ''اكتشاف الطبيعة'' في مستوى آمال وتطلعات المهتمين لتحقيق معادلة التوازن البيئي والايكولوجي في المنطقة، سيما وأن العالم يمر بعدة تحولات بيئية وإيكولوجية أثرت بشكل أو بآخر على ازدياد نسب التلوث والتغييرات المناخية الفجائية ولعل أخطر هذه التحولات تأثر طبقة الأوزون وظاهرة الاحتباس الحراري. ويهدف هذا المشروع إلى إنشاء محمية طبيعية غابية بالمنطقة السهبية وذلك على مستوى غابة سين الباء الواقعة على بعد 02 كلم غرب مدينة الجلفة، وتتربع على مساحة 800,19هكتار مقسمة إلى 12 جزءا، وكل جزء يحتوي على غطاء نباتي غابي من الصنوبر الحلبي بنسبة 95% و05% من الأصناف النباتية الأخرى، حيث سيخصص الجزء الأكبر من هذه الفضاءات الغابية لتجسيد مشروع المحمية.. تطوير التربية البيئية الجوارية للحفاظ على التنوع من الأهداف الكبرى المراد تحقيقها عند تجسيد هذا المشروع الواعد، تتركز أساسا حول المحافظة على التنوع البيئي والإرث الغابي بالمنطقة وفق دراسة علمية للنظام البيئي بالمحمية من أجل جرد وإحصاء الأصناف النباتية والحيوانية المتواجدة بها والمهددة بالانقراض، من خلال تطوير التربية البيئية الجوارية لدى جميع فئات المجتمع، وكذا ترقية السياحة والترفيه البيئي بإنشاء حدائق للتسلية البيئية موجهة للأطفال، العناية بالأعشاب والنباتات الطبية إلى جانب ترقية الحرف المتصلة بالبيئة التي تستدعي المراقبة والصيانة الدائمة. كما يتضمن المشروع الذي تشرف على تجسيده عدة هيئات دولية، وطنية ومحلية، عدة محاور أساسية تخص النشاطات ذات الطابع العلمي والخبرات الكافية من أجل التدخل في المكان والزمان المناسبين للحماية والمحافظة على الإرث الغابي بالمحمية، بغرض جرد وإحصاء دقيق للأنواع البيئية المختلفة المتواجدة بفضاء المحمية والعمل على التحسيس بأهمية التربية البيئية، من خلال الدراسة العلمية للمحمية الغابية السهبية والاستعانة بالخبرات المنجزة لتحديد آثار التصحر، انجراف التربة وعوامل التعرية، إلى جانب تحديد الأصناف الحيوانية المعرضة للانقراض كالسلحفاة السهبية المتواجدة بأعداد قليلة بغابة سين الباء، اذ يجب العمل على حمايتها بتركها تعيش في محيطها الطبيعي والعمل على إيجاد الصيغ الكافية لضمان استمرار سلالة هذا النوع الزاحف من الحيوانات، والعمل على إزالة الأخطار التي تهدد الأصناف البيئية من خلال التنظيف الدوري للمحمية الغابية من اثار التلوث كون هذا المكسب البيئي سيساهم في التنمية الاقتصادية المحلية لولاية الجلفة