قال عمارة بن يونس، رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، أمس أن كل ما يتم تداوله حول تحالف "مزعوم" لرئيس الجمهورية تحسبا للرئاسيات لا أساس له من الصحة، أعاد التخمينات بخصوص قيام تحالف رئاسي جديد يتجاوز التحالف القديم إلى نقطة الصفر. أثارت تصريحات رئيس الحركة الشعبية عمارة بن يونس، غموضا فيما تنوي الاحزاب المؤيدة للرئيس بوتفليقة فعله في المستقبل، اذ في الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر تحالفا بين احزاب تاج والحركة الشعبية والافلان، خرج عمارة بن يونس بتصريح يفند فيه إمكانية تأسيس تحالف رئاسي يضم هذه الأقطاب. تصريح بن يونس، هل يعني هذا ان الرئيس بوتفليقة لم يعد بحاجة الى دعم حزبي في مسعاه الترشح ان هو قرر خوض غمار عهدة رابعة، خاصة لما يقول عمارة بن يونس بقوله "لم يقع هناك أي تنسيق أو لقاء بين قادة الأحزاب ولم يطلب الرئيس هذا التحالف، فلماذا يُراد فرض تحالف على رئيس يتمتع بالإجماع؟". بن يونس صفع الجميع عندما صرح قائلا "إنهم يتحدثون عن تحالف لم يلتق قادته ولم ينسقوا ولم يتحدثوا عن الفكرة من قريب أو بعيد، ولم يحدث حتى بداية البداية"، كما قال "إنني لا أريد أن أتحدث عن أمر لم يقع ولم يطلبه من يحتاجه"، لكن هذا الكلام يحمل مدلولا اخر يفيد بان الاحزاب الثلاثة ينتظرون الضوء الأخضر من الرئيس بوتفليقة أو من محيطه لبدء حملة المساندة، بل ان عمارة بن يونس يرى أن بوتفليقة يحظى بالإجماع ولا داعي لدعمه بتحالف قد لا يسمن ولا يغني من جوع و الواقع ان التحالفات التي قامت لصالح الرئيس بوتفليقة، خلال المواعيد الرئاسية السابقة نجحت في مبتغاها، او مبتغى الرئيس في تجديد حكمه، مع الإشارة إلى أن التحالفات التي وقفت الى جنب الرئيس، سواء ما تعلق بالتحالف الرئاسي أو من خارجه من أحزاب الموالاة، ومنظمات المجتمع المدني وجدت في طريقها تيارا رئاسيا جارفا، زكته على بياض ولا يعود لها الفضل في ظفر بوتفليقة بالعهدتين الثانية ولا الثالثة كما لن يكون لها الفضل في التمديد آو التربيع ان صدقت القراءات بشان ذلك. ومعروف ان عمار سعداني الأمين العام للأفلان وعمارة بن يونس رئيس الحركة الشعبية، لم يحضرا التجمع الذي أقيم الأسبوع الفارط بولاية غيليزان وتفرد به عمار غول رئيس حزب "تاج" بينما كان الجميع ينتظران كل من سعداني وبن يونس على امل توقيع تحالف رئاسي ، وأعطيت قراءات آنذاك أن المعنيين لم يحضرا لانهما مرتبطان بمواعيد خاصة بهما لكن قول عمارة بن يونس أمس بانه ليست هناك نية لاقامة تحالف رئاسي لم يطلبه الرئيس بوتفليقة فتح باب التأويلات على مصراعيه اكبر من تأويلات الطبقة السياسية بخصوص الإجراءات التي اتخذها الرئيس بوتفليقة في مؤسسة الجيش واضطرت هذه المؤسسة الى توضيح موقفها من خلال مجلتها في افتتاحية العدد الأخير.