أبدت العديد من العائلات تخوفها من الاضطرابات الجوية المتوقع حدوثها مطلع هذا الأسبوع بعدما أكدت النشرية الجوية الخاصة أن هناك انخفاضا جويا جديدا، زحف من جنوب أوروبا محمّلا بسلسلة من الاضطرابات المشبعة بكتلة هوائية باردة وأمطار معتبرة سيما وان الجزائريون عموما متعوّدون على حدوث كوارث كلّما تهاطلت الامطار. لطيفة مروان "الحياة العربية" خرجت إلى الشارع ورصدت بعض من هواجس وتخوفات المواطنين من التقلبات الجوية ومن تكرار سيناريو الشتاء الماضي، وفي هذا الصدد أكد السيد طارق أن الأمطار والثلوج نعمة من نعم الله ،التي لا تعد و لا تحصى علينا وعلى بلادنا فقط نرجو من المسؤولين أن لا يتركونا نتخبط مع الطرق المقطوعة والمؤونة التي يرتفع سعرها إلى الأضعاف في هذه الظروف وعلى سونلغاز أن لا تتحفنا كالعادة بإنقطاعات الغاز والكهرباء في حين ترجى السيد ياسين السائقين ضرورة اخذ الحيطة والحذر والسياقة ببطء وتروي لأن في مثل هذه الظروف ترتفع فيها حوادث المرور التي تودي بحياة العديد منهم أما السيد كريم فلم يخف تخوفه من ندرة غاز البوتان التي عرفتها بعض المناطق التي مستها العواصف الثلجية في الشتاء الماضي حيث يتكبد معاناتها الآلاف من العائلات بالنظر إلى الحاجة الماسة للغاز في ظل الظروف التي ستخلفها سوء الأحوال الجوية وعلى الرغم يستطرد محدثنا من طمأنت وزير الطاقة والمناجم العائلات مؤكدا أن التوزيع سيكون طبيعيا وان السلطات استنفرت كل طاقاتها لضمان تلبية الطلب المتزايد، الا ان هذا يبقى مجرد وعد ولا يزال الخوف من ازمة الغاز قائمة من جهته اشار السيد لطفي ان حتما ستشهد العديد من الولايات اضطرابات جوية تصاحبها من دون شك طلب كبيرة في التزويد بغاز البوتان الأمر الذي يزيد الأمور تعقيدا أكثر مما هو عليه وسيدفع بسكان القرى والأرياف العودة للوسائل القديمة للتدفئة من خلال جمع الحطب، وتساءل في السياق ذاته عن الندرة التي يحدثها اضطراب جوي على الرغم من حل إشكالية المتعاملين الخواص المتعاقدين مع شركة نفطال ليقوموا بتوزيع قارورات غاز البوتان بالمناطق البعيدة إلا أن لا شيء من هذا القبيل حدث ، علما أن مؤسسة نفطال التي توزع المنتوج اليوم عبر 42 وحدة على مستوى التراب الوطني تضمن سنويا تسويق أكثر من 20 مليون قارورة مع ضمان مخزون يصل إلى مليون قارورة غاز، غير أن الإنتاج على ضوء الطلب المتزايد يبقي ضعيفا ولا يلبي كل الطلبات المسجلة واكد السيد كريم ان المناطق الداخلية ستكون على موعد مع الانقطاعات الكهربائية المتكررة،اكثر من المناطق الوسطى إذ يعاني جزء من العائلات من هذه المشكلة المزمنة، حتى أصبحت حديث أهالي المنطقة الذين يشكون في كل مرة الانقطاعات الكهربائية والتي تتجدد مع كل رياح حتى لو كانت متوسطة وقال عبد الرحمان إن ما يحدث عند الاضطرابات الجوية من انقطاع الكهرباء وتذبذب في توزيع المياه يعتبر مؤسفا ويضطر العائلات لتأمين الشموع وإضاءة الشحن كعمل احترازي يومياً، مستغرباً من تكرار المشكل مع كل شتاء اما السيد محمد فقال في ولاية باتنة مثلا تتساقط الثلوج بكثافة على المرتفعات الجبلية التي يزيد علوها عن 800 متر بعاصمة الأوراس ما يؤدي في كل مرة إلى غلق عدة محاور وطنية وولائية وشلل في حركة سير المركبات بسبب تراكم الثلوج المتساقطة حيث تشُل في اغلب الأوقات الحركة على مستوى الطريق الوطني 31 الرابط بين باتنة وبسكرة مرورا بأريس وذلك عند مرتفع عين الطين الذي يبلغ 1800 متر الذي تتعطل به حركة السير تماما وهو ما يفرض عزلة على القرى والمداشر بتلك المنطقة. وتطرق السيد خالد في حديثه ل "الحياة العربية" عن الرياح القوية التي من المحتمل ان تعزل اغلب الولايات هاتفيا وكهربائيا ناهيك عن خسائر معتبرة بالأعمدة الكهربائية والهاتفية وتسبب الثلوج التي ستتساقط في أعالي الجبال إلى عزل قرى ومداشر بعد انقطاع الطرق واشارت السيدة ليلي الى ما يمكن ان تحدثه هذه الاضطرابات على السكانات القديمة والبنايات الهشة والطوبية التي تنتشر بالعاصمة وفي كل ارجاء البلاد متخوفة من تكرار سيناريو باب الوادي وفيضانات الشلف كما استغربت محدثتنا من غياب إستراتيجية وطنية لتفادي مثل هذه الكوارث التي تكسر ظهر البعير فالرياح القوية يمكن ان تسببت في تطاير بعض صفائح الزنك المستعملة في أسقف المنازل،الى جانب تعطل حركة المرور جراء الحفر والبرك المائية الكبيرة واهتراء الطرق التي أصبحت غير صالحة للسير ،مما تسبب في ازدحام كبير بالطرق كما تتسبب رداءة الأحوال الجوية في تسرب المياه إلى عدة منازل ناهيك عن تصدع جدارن وأسقف المنازل القديمة و تسرب السيول إلى مباني والنتيجة تشريد عائلات من بيوتها واكد السيد محفوظ ان الأمطار التي شهدت البلاد العام الماضي كشفت عيوب أشغال "البريكولاج" التي يقوم بها القائمون في عمليات تزفيت الطرقات، فقطرات المطر الأولى فقط كشفت "بريكولاج" المسؤولين والمنتخبين المحليين. من جهته، أكد المكلف بالاتصال والعلاقات العامة على مستوى مؤسسة نفطال بأن المؤسسة المعنية وككل سنة تتخذ عدة تدابير، وتحضرا لموسم شتاء مؤمن ،وذلك بالتنسيق مع مختلف السلطات المحلية الموزعة على التراب الوطني، وهذه الاحترازات تمثلت هذه السنة في إنشاء 10 مراكز تعبئة مصغرة، بالإضافة إلى 42 مركز تعبئة كانت متواجدة من قبل على المستوى الوطني، مع اللجوء أيضا إلى إنشاء مناطق للتخزين والضبط، وهذا على مستوى بعض المناطق التي عرفت اضطرابات كبيرة خلال السنة الفارطة وحسب المتحدث ذاته فإن مصالح نفطال لجأت من أجل استيعاب الطلب على قارورات الغاز خاصة في حالة الانقطاع إلى مضاعفة نسبة الإنتاج، بحيث في الحالة العادية تقوم مؤسسة نفطال إلى إنتاج 35 قارروة غاز بصفة يومية، أما في حالة الطوارئ كالتي وقعت خلال نهاية فصل الشتاء للسنة الماضية، فإن نفطال لجأت إلى إنتاج 700 ألف قارورة يومي