ستكون الملحفة هذا اللباس التقليدي النسوي المعروف في مختلف مناطق الجزائر موضوع الطبعة الثالثة للمهرجان الوطني للزى التقليدي الجزائري الذي يحتضنه قصر الثقافة مفدى زكريا بالجزائر من 16 إلى 21 ديسمبر. وتحت شعار"ملحفتي عبر التاريخ "يسلط المهرجان هذه السنة الضوء على هذا الزي العريق المهدد بالزوال والنسيان أمام انتشار اللباس العصري وتفضيل بعض النساء للباس التقليدي المستورد من الخارج علاوة على نقص الوثائق والدراسات حول هذا اللباس. ويؤكد منظمو المهرجان أن اختيار هذا الزي العريق نابع من حرص المهرجان الذي يسعى كما صرحت محافظته عائشة عمار مرة "التعريف والحفاظ على الأزياء الجزائرية التي هي جزء من التراث الثقافي الوطني..." متأسفة لكون هذا اللباس الذي لا تزال المرأة الجزائرية ترتديه في بعض المناطق وفي بعض المناسبات "لم يحض باهتمام كبير من قبل المؤرخين والباحثين" مما جعل المنظمين يعتمدون في تحضير الطبعة الجديدة على الجمعيات والمتاحف وبعض مصممي الأزياء...". وتتميز الملحفة التي تختلف تسميتها حسب المناطق حيث تدعى أيضا اللحاف والحايك والحولي والشطاطة والردا (في تلمسان) بتنوع الأقمشة التي تصنع منها المنسوجة من الصوف وأخرى تستخدم مختلف خامات القماش كما تختلف أيضا ألوانها من منطقة إلى أخرى. كما تختلف طريقة ارتداء هذا اللباس التقليدي الذي ينتشر أيضا في كل من تونس وليبيا حيث يتم ارتداءه دون خياطة في المناطق لتي تستعمل فيها المرأة الملحفة للخروج من البيت مثل الحايك ولملايا بينما تتم خياطتها في مناطق أخرى حيث تستعملها المرأة كلباس عادي . ويعود تاريخ هذا اللباس حسب بعض الباحثين في التراث إلى قرون مضت حيث يشكل عاملا مشتركا لمنطقة حوض المتوسط ويرى البعض تشابها بينه وبين لباس الرومان واليونان كما ظهر في بعض التماثيل. يشارك في هذه الطبعة 20 حرفيا ومصمما من مختلف الولايات حيث خصصت خيمة تقليدية لاحتضان المعروضات التي هي عبارة عن نماذج من الملحفة التقليدية والحديثة إذ يعمل بعض مصممي الأزياء على تطويرها وتقديمها بشكل عصري. وستعرض هذه الأزياء مرفقة بحلي فضية كانت ستعملها المرأة الجزائرية مثل الإبزيم الذي كانت تمسك به الملحفة ويشارك حرفيون من صناع الفضة من تلمسان وآريس (الأوراس) في هذا المعرض الذي سيعرف أيضا مشاركة مصممات أزياء معروفات استمرت في تقديم هذا الزي ضمن ابتكاراتهن مثل نسيلة وياسمينة. ويختتم المهرجان بعرض بالي "ديهيات "( جمع "ديهيا" وهو الاسم الحقيقي لملكة الأوراس والقائدة العسكرية الكاهنة) والمنتشر في المنطقة حيث تقدم رقصات فولكلورية بالملحفة التقليدية.