حملت السيدة جميلة سياح حرفية باللباس التقليدي من ولاية تيندوف مسؤولية حماية تراث منطقتها فتخصصت في اللباس التقليدي وتحديدا في صناعة الملحفة التيندوفية، وقالت في حديثها ل “المساء”، ارتأيت ان ادخل بعض التعديلات الطفيفة على الملحفة التيندوفية لتظل حاضرة في لباسنا ولحمايتها من المنافسة القوية للأبسة التي تغزو أسواقنا وتمحو شيئا فشئنا أصالتنا. "أن تلبس الملحفة بقليل من التعديل خير من ألا تلبس مطلقا وتنسى وهي رمز المرأة التيندوفية”، هكذا رغبت الحرفية سياح أن تبدأ حديثها حول اللباس التقليدي للمرأة التيندوفية، حيث قالت “ يخطئ من يعتقد ان الملحفة التيندوفية تراجعت بولايتنا كلباس تقليدي، خاصة بعد أن تفطنت الحرفيات الى مسألة التعديل على الملحفة لإبقائها حاضرة في خزانة الملابس، وبالفعل جاءت الفكرة بنتائج نلمسها اليوم بمجتمعنا، إذ تقبل الفتيات على ارتدائها والتباهي بها”. وحول ميزة الملحفة كلباس تقليدي، قالت محدثتنا “الأصل في الملحفة التقليدية التيندوفية، أنها تصنع من القماش الذي نسميه “التوقيف”، وهو نوع من الشاش يزيد طوله عن أربعة أمتار ليتسنى للمرأة ان تلفه حولها لتخفي به ما تلبسه على جسمها، والملحفة القديمة عموما مكونة من لونين الأبيض غطاء للرأس، أما اللون الأسود فيخص القطعة التي تغطي الجسم. وتردف قائلة “جداتنا في الماضي أدركن الخصوصية الجغرافية للمنطقة التي ننتمي إليها، فحصرن الملحفة في هاذين اللونين، غير أني كحرفية بعد ان وقفت على تراجع الملحفة في مجتمعنا إذ اقتصر لباسها على النسوة المتزوجات والكبيرات في السن، فكرت في إدخال بعض التعديلات التي مست اللون، حيث قمت بتصميم بعض الملحفات بألوان مختلفة، كما أدرجت أيضا بعض الأقمشة التي لم نستعملها سابقا في الملحفة وبالنتيجة أصبحت لدينا ملحفة بألوان مختلفة ومن خامات تلبي كل الأذواق، ما شجع الفتيات على ارتدائها. وحول القيمة المعنوية للملحفة، حدثتنا الحرفية جميلة قائلة “ في القبائل التيندوفية لا تلبس العروس عندنا فستان الزفاف الأبيض، بل ترتدي الملحفة التقليدية باللونين الأبيض والأسود كشرط لازم، وتلتف حولها الفتيات اللواتي يرتدين الملحفة إما باللون الأبيض او الأسود، كما تلزم العروس أيضا بظفر شعرها بطريقة خاصة، وتتعطر بعطر مميز تصنعه التيندوفيات، وعلى العموم، هذه التقاليد لا نزال نحرص عليها في أعراسنا لأنها تعد جزءا من تراثنا”. لم تكتف جميلة بتعديل الملحفة، بل ذهبت الى أبعد من هذا، حيث دعت إلى ضرورة تعليم كل بنت بتندوف كيفية صنع الملحفة لتظل صناعتها حرفة حاضرة، حيث قالت “ نعمل اليوم كحرفيات على تشجيع الفتاة التيندوفية لتعلم تقنيات صناعة الملحفة ليظل هذا التقليد في اللباس حاضرا في كل المنازل التيندوفية”.