رفعت جلسة التفاوض المشتركة التي عقدت قبل ظهر الاثنين في مقر الأممالمتحدة في جنيف، نتيجة خلاف بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة على أولوية البحث، إذ تمسك الأول بطرح قضية "الإرهاب" والثاني ب"هيئة الحكم الانتقالي". وقدم الوفد الحكومي السوري المشارك بالمؤتمر الدولي جنيف 2، الاثنين، بيانا سياسيا لحل الأزمة طالب فيه باحترام سيادة سوريا، ووحدة وسلامة أراضيها وعدم جواز التنازل عن أي جزء منها، فيما أعلن وفد المعارضة السورية رفضه لها. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن "الوفد الرسمي السوري المشارك في المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 تقدم اليوم ببيان سياسي يؤكد على احترام سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة وسلامة أراضيها، وعدم جواز التنازل عن أي جزء منها والعمل على استعادة أراضيها المغتصبة كافة إلا أن وفد الائتلاف المسمى المعارضة رفض ذلك". وأضافت الوكالة أن "البيان نص على رفض أي شكل من أشكال التدخل والإملاء الخارجي في الشؤون الداخلية السورية بشكل مباشر أو غير مباشر بحيث يقرر السوريون بأنفسهم مستقبل بلادهم عبر الوسائل الديمقراطية من خلال صناديق الاقتراع وامتلاكهم للحق الحصري في اختيار نظامهم السياسي بعيدا عن أي صيغ مفروضة لا يقبلها الشعب السوري". وأكد البيان الحكومي السوري على أن "الجمهورية العربية السورية دولة ديمقراطية تقوم على التعددية السياسية وسيادة القانون واستقلال القضاء والمواطنة وحماية الوحدة الوطنية والتنوع الثقافي لمكونات المجتمع السوري وحماية الحريات العامة"، مشددا على "رفض الإرهاب ومكافحته ونبذ كافة أشكال التعصب والتطرف والأفكار التكفيرية الوهابية ومطالبة الدول بالامتناع عن التزويد بالسلاح أو التدريب أو الإيواء أو المعلومات أو توفير ملاذات آمنة للجماعات الإرهابية". من جانبه، أوضح لؤي الصافي، المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض، أن "النظام حاول أن يقدم بديلاً عن إطار جنيف، ونحن رفضنا الدخول في هذه اللعبة"، مضيفاً أن وفد المعارضة "واجه تكتيكات المماطلة من قبل النظام، ولم يتم إحراز أي تقدم". واتهم الصافي نظام الأسد بأنه يعد ولا يفي بوعوده بخصوص حمص المحاصرة، مضيفاً أن "النظام ليس جاداً، وهو يضلل الإعلام ويقدم معلومات خاطئة". ودعا للضغط على النظام لتطبيق ما التزم به، مقراً بأن "توقعاتنا ليست عالية، لأن النظام عودنا أنه يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر". وكان الإبراهيمي قال في وقت سابق "قمنا بإجراء لقاءات بين الطرفين معاً صباح الاثنين، وفي اللقاء أيضاً خضنا لقاءات فردية، كل وفد على حدة بعد الظهر، ووجدنا أن هذا الأسلوب في جمع الطرفين معاً من وقت لآخر، والتحدث إليهما فيما بعد بشكل منفصل، وعندما التقيت الطرفين معاً لم تكن لدي فرصة لأناقش مع كل منهما مواقفهما ومطالبهما والنقاط التي تقلقهما، وسنلتقي في الصباح مع الوفدين، وسيكون هذا الحديث مباشرة عبري أنا شخصياً، وعلى الأرجح سألتقي بهما كل طرف على حدة مرة ثانية".