شرع المبعوث الأممي-العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس السبت في أول جولة مباحثات مباشرة بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة بمقر الأممالمتحدة في جنيف. وجاء في بيان للمتحدثة باسم الأممالمتحدة في جنيف كورين مومال أن "الوفدين تواجدا في الغرفة نفسها مع بداية المفاوضات بوساطة الابراهيمي". وحسب البيان "فقد بدأ الابراهيمي الجلسة بكلمة موجهة إلى الوفدين دون أن يتبادل أعضاء الوفدين أي كلمات ويتم البحث بعدها في النقاط محل التفاوض أو تلك التي ستوضع على الطاولة لإقرار التفاوض حولها كبداية تكفل استمرار المفاوضات الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للأزمة السورية". ومن المتوقع أن يركز الابراهيمي في تلك المرحلة على عدد من القضايا الإنسانية التي لا تمثل خلافا كبيرا بين الطرفين ومن بينها إتاحة تسهيلات لمرور المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والحكومة، وكذلك إلى المناطق المحاصرة في شمال سوريا وريف دمشق. كما يتوقع أن يجرى حديث بشأن الإفراج عن معتقلين ومحتجزين وعلى أن يبحث الابراهيمي في سبل خفض درجة العنف أملا في أن يمكن في مرحلة لاحقة من إقرار ترتيبات لوقف إطلاق النار في مناطق معينة. لا أحد يريد أن يسمع الآخر في سويسرا وكانت المفاوضات قد تعثرت بين وفدي النظام السوري والمعارضة قبل انطلاقها، أول أمس، في مقر الأممالمتحدة في جنيف، وفشل موفد الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي في جمع الطرفين في غرفة واحدة لإعلان انطلاق قطار التفاوض، لكن الأمل عاد من جديد ظهيرة أمس السبت. وذلك بعد تمسك المعارضة بأن يتعهد النظام كتابيا بمناقشة تفاصيل المرحلة الانتقالية، فيما وفد النظام يتهرب من أي التزام ويلوح بالانسحاب. وأكد عضو الائتلاف السوري، وعضو وفد المعارضة المفاوض في مؤتمر جنيف 2، برهان غليون، في معرض رده على تهديدات وفد النظام بالانسحاب، أن اللقاءات كانت مقررة منذ الخميس الماضي، مع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي. وأوضح غليون، أن موعد اللقاءات التي حصلت كانت بالترتيب مع الإبراهيمي، والوفد السوري يريد رمي الكرة في ملعب المعارضة، لتبرير انسحابه من المفاوضات. واعتبر أن ما حدث هو حرب إعلامية يشنها وفد النظام، إذ كان هناك اتفاق للاجتماع قبل اللقاء المباشر، لوضع أرضية النوايا الحسنة، مضيفا أن تصريحات أعضاء الوفد السوري بالتهديد، هي كذب على الرأي العام، ليهربوا من استحقاقات جنيف 2، وهي تطبيق بنود جنيف 1_. وكانت مصادر مقربة من الأممالمتحدة، أكدت أن وليد المعلم وزير خارجية نظام الأسد ورئيس وفده في مفاوضات _جنيف2_ أبلغ الأخضر الإبراهيمي نية الوفد مغادرة جنيف، إذا لم تبدأ جلسات عمل جدية، متهما المعارضة بعدم الجدية. ورفض المعارضة السورية الجلوس مع وفد النظام في طاولة واحدة ما لم يمض الأخير على وثيقة جنيف 1 التي تنص أبرز بنودها على تشكيل حكومة انتقالية محايدة كاملة الصلاحيات. وكان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد قال إن _المشكلة أن هؤلاء الناس (في إشارة إلى المعارضين) لا يرغبون في عقد السلام. يأتون إلى هنا مع شروط مسبقة لا تتوافق بأي شكل مع جنيف 1، وتتعارض مع رغبات الشعب السوري وحتى مع خطط الإبراهيمي_. من جهته، قال عضو وفد المعارضة نذير حكيم _نحن متفقون على التفاوض حول تطبيق جنيف 1، والنظام لم يوافق على هذا الأمر. لا نريد أن نجلس معهم حتى يوافقوا على التفاوض على ذلك_. وقال هيثم المالح عضو وفد المعارضة إن المعارضة طلبت بوضوح التزاما مكتوبا من وفد النظام السوري بقبول اتفاق جنيف 1 وإلا لن تُجرى محادثات مباشرة. والتقى الإبراهيمي مع فد الحكومة السورية على حدة وأعلن الوفد رفضه لطلب المعارضة وقال عمران الزعبي وزير الإعلام السوري _لا لن نقبل بهذا_. لكن الإبراهيمي قال إن وفدي الحكومة والمعارضة وافقا على الاجتماع في قاعة واحدة وان تكون المحادثات مبنية على بيان 2012 الذي دعا إلى تشكيل إدارة انتقالية. وتقول المعارضة إنها جاءت لبحث مرحلة انتقالية تبعد الأسد عن السلطة، في حين ترى الحكومة أنها جاءت فقط للحديث عن مكافحة الإرهاب، وأن لا أحد يمكنه إجبار الأسد على ترك السلطة.