حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر "جنيف-2" الدولي حول سورية من محاولات إفشال المؤتمر، فيما أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن أي اتفاق سيتم التوصل اليه سيطرح على استفتاء شعبي. من جانبه أعلن رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد الجربا الموافقة على بنود بيان "جنيف-1". لافروف يحذر القوى الخارجية من محاولات إحباط مؤتمر "جنيف-2" أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمته في اجتماع "جنيف-2" الذي بدأ أعماله في مونترو امس، عن أمله في أن يمتنع جميع اللاعبين الخارجيين عن محاولات إقرار نتائج "جنيف-2" مسبقا، وخطوات قد تؤدي الى إحباط المفاوضات. وقال: "نأمل في أن يعمل جميع اللاعبين على تشجيع السوريين من أجل التوصل الى توافق، وأن يمتنعوا عن محاولات إقرار الاتفاقيات النهائية مسبقا، وأن ويوقفوا الطرفين عن عمل ذلك، بالإضافة الى الامتناع عن خطوات أخرى قد تحبط عملية التفاوض". وأكد أن أمام المشاركين مهمة مشتركة تكمن في إيقاف النزاع الذي يتسبب بمعاناة للشعب السوري و"يدمر هذه الأرض العريقة". وتابع: "لا يمكننا أن نسمح لموجة الاضطرابات أن تجتاح الدول المجاورة ومنطقة الشرق الأوسط برمتها التي تعيش الفترة الأكثر صعوبة في تاريخها". وشدد لافروف على أن روسيا تؤيد سعي الشعوب العربية لحياة أفضل وتنمية مستدامة وازدهار، لكنه حذر من أن التغيرات التي أصبحت ملحة، لا يمكن أن تكون فعالة، إلا إذا جرى تطبيقها بسبل سلمية بعيدة عن العنف وعبر الحوار الوطني. واعتبر أن محاولات فرض وصفات جاهزة للإصلاحات على دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الخارج، من شأنها أن تجر عملية التحديث السياسي والاجتماعي الى الوراء. وأعاد وزير الخارجية الروسي الى الأذهان أن بلاده كانت تنطلق منذ البداية من أنه لا يمكن حل الأزمة السورية بالقوة، ولا يمكن التوصل الى تسوية إلا على أساس توافق السوريين أنفسهم. وتابع أن هذه المقاربة شكلت أساسا لبيان جنيف، الذي أيده مجلس الأمن الدولي، على الرغم من أنه تأخر كثيرا في ذلك، في قراره رقم 2118 كإطار حقوقي دولي للتوصل الى السلام في سورية. وأعرب عن ثقته بأن جميع المشاركين في التسوية السورية يريدون الحفاظ على سورية بصفتها دولة مدنية ذات سيادة موحدة الأراضي تضمن فيها حقوق جميع المكونات الطائفية والإثنية.
لافروف: التفاوض لن يكون سهلا وسريعا.. وهناك جهات لا تريد نجاح "جنيف-2" وأكد الوزير الروسي أن المفاوضات السورية-السورية لن تكون سهلة وسريعة. وشدد قائلا: "هناك عدد غير قليل من القوى التي أيدت "جنيف-2" قولا، لكنها، في حقيقة الأمر، لا تريد نجاحه. وعلى الرغم من ذلك، فإن المؤتمر يقدم فرصة حقيقية، حتى إن لم تضمن النجاح 100%، لإحلال السلام في سورية". ودعا الى إشراك المعارضة الوطنية التي تنشط داخل سورية وإشراك إيران في المفاوضات في إطار "جنيف-2"، معيدا الى الأذهان أن بيان جنيف نصّ على إتاحة فرصة المشاركة في الحوار الوطني لجميع مكونات المجتمع السوري. وتابع قائلا: "ذلك يتعلق أيضا بضرورة إشراك إيران في جهودنا المشتركة لتنفيذ بيان جنيف دون محاولة تفسيره لصالح أي من الأطراف". لافروف يدعو الى دعم الحكومة والمعارضة في مكافحة الإرهاب ويحذر من تعميق الخلافات داخل العالم الإسلامي وحذّر الوزير الروسي من أنه لا يجوز السماح بتعميق الخلافات التي برزت في العالم الإسلامي. وأعرب عن قلقه من هجرة المسيحيين من الشرق الأوسط لا سيما من سورية، علما بأن هذه الأرض هي بيتهم منذ ألفي سنة. وتابع أن روسيا تقيّم عاليا علاقات الصداقة التي تربطها بالدول العربية وجميع الدول الإسلامية، مؤكدا أن موسكو معنية بوحدة العالم الإسلامي كي يشغل مكانه كأحد أهم مستندات منظومة العلاقات الدولية متعددة الأقطاب. ودعا لافروف المشاركين في مؤتمر "جنيف-2" الى دعم الحكومة والمعارضة السورية في نضالهما من أجل اجتثاث الإرهاب، محذرا من أن سورية تتحول الى بؤرة للإرهاب الدولي، بينما يخلق المتطرفون الذين يصلون الى سورية من مختلف مناطق العالم، جوا دخيلا من الكراهية.
لافروف: لا يجوز استغلال الوضع الإنساني في سورية لزعزعة الحوار السياسي كما أكد لافروف موقفه السابق، مشددا على أنه لا يجوز استغلال الوضع الإنساني في البلاد كموضوع للمزايدات ومن أجل زعزعة الحوار السياسي. وقال: "من الواضح أن المساعدات الإنسانية والجوانب الأخرى من الوضع الإنساني في سورية يجب ألا تصبح موضوعا للمزايدات وطرح مطالب مصطنعة وزعزعة الحوار السياسي". ودعا الى تنشيط الجهود لتخفيف الأزمة الإنسانية في سورية، باعتبار أن ذلك أيضا سيصب في تعزيز الثقة بين الطرفين خلال المفاوضات. كيري يأمل في نجاح "جنيف 2" ويستبعد مشاركة الأسد في حكومة انتقالية بدوره أشار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الى أن مؤتمر "جنيف 2" من الممكن أن يمهد الطريق لإطلاق مفاوضات السلام. وقال كيري في افتتاح المؤتمر امس: "ذلك اختبار لكل الذين يدعمون الشعب السوري وللمجتمع الدولي بأكمله لإحلال السلام في سورية"، مؤكدا على أهمية التقدم الذي تحقق. ودعا الوزير الأمريكي الأطراف السورية إلى توحيد الجهود من أجل إصدار قرار يسمح بإحلال السلام في سورية، مشيرا إلى أن المؤتمر جمع كافة اللاعبين القادرين على اتخاذ القرارات. وأكد كيري أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يشارك في حكومة انتقالية للبلاد. وقال وزير الخارجية الأمريكي: "يجب أن نكون واقعين، لا يمكن تشكيل حكومة انتقالية في حال وجود اعتراض لدى أحد الأطراف بشأن المرشحين، ولذلك لا يمكن أن يشارك بشار الأسد في الحكومة الانتقالية". واتهم كيري القوات الحكومية السورية باستعمال الأسلحة الكيميائية في سورية، قائلا: "بلغت حصيلة القتلى حتى اليوم نحو 130 ألف شخص. ومن الصعب تحديد عدد القتلى بدقة. وقتل جميع هؤلاء الأشخاص نتيجة استعمال الأسلحة النارية والدبابات والمدفعية والذخيرة العنقودية والأسلحة الكيميائية"، مؤكدا أن المعارضة لم تملك مثل هذه الأسلحة.
المعلم لكيري: لا يحق لأحد في العالم عزل الرئيس الشرعي باستثناء السوريين أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "جنيف-2" المنعقدة في مونترو عن أسفه لوجود من "أيديهم ملطخة بدماء السوريين" بين المشاركين في "جنيف-2". وقال المعلم إن سورية "تعتز بعروبتها وتتشبث بها رغم ما فعله بها بعض العرب الذين من المفترض أن يكونوا أشقاء". وأضاف أن "دولا صدرت الإرهاب إلى سورية بدأت تعطينا دروس الديمقراطية والتطور والتقدم وهي تغرق في الجاهلية والتخلف وقد اعتادت أن تكون بلادها ملكا لملك أو أمير". وتابع قائلا إن هناك أطرافا خارجية تورد أسلحة فتاكة إلى "القاعدة". ورفض ما اعتبره فرض دروس في الديمقراطية من الخارج، معتبرا أن بلاده ستكون بخير في حال وقف "العدوان الخارجي". وأكد المعلم أن سورية ستعمل كل ما يحق لها للدفاع عن نفسها وبسبل تراها مناسبة، محملا بعض جيران بلاده بإشعال النيران في سورية وإرسال الإرهابيين من مختلف دول العالم. وأضاف أن جيران سورية "كانوا إما سكاكين في الظهر من الشمال أو متفرج ساكت عن الحق من الغرب أو ضعيف يؤمر ويأتمر من الجنوب أو منهك بما خططوا له ونفذوا منذ سنوات ليدمروه ويدمروا سورية معه من الشرق". وتوجه المعلم إلى من وصفهم بأنهم يدعون التحدث باسم الشعب السوري بالقول: "أنتم لم تقوموا بأي شيء على الإطلاق سوى حشد الخزي والعار جراء التوسل للولايات المتحدة لشن عدوان عسكري على سورية". وأضاف: "حتى المعارضة التي نصبتم أنفسكم سادة وأوصياء عليها ترفضكم وترفض طريقتكم في إدارة أنفسكم قبل أن تفكروا في المشاركة بإدارة البلاد". وقال المعلم إن وفد الحكومة السورية جاء إلى المؤتمر للحيلولة دون انهيار منطقة الشرق الأوسط بأكملها، مؤكدا أن الحوار بين السوريين هو الحل. وأضاف مخاطبا نظيره الأمريكي جون كيري أنه لا يحق لأحد في العالم عزل الرئيس "الشرعي" للبلاد باستثناء السوريين.
الجربا يؤكد موافقة الائتلاف الوطني السوري على بنود بيان جنيف الأول من جانبه اتهم رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا نظام الرئيس السوري بشار الأسد بدعم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في سورية بطرق مباشرة وغير مباشرة، مشيرا إلى أن الجيش الحر تمكن من تطهير مناطق شاسعة في سورية من إرهاب "داعش". وأكد الجربا على موافقة الائتلاف بشكل كامل على بنود بيان جنيف الأول، داعيا إلى سرعة نقل صلاحيات الأسد إلى هيئة انتقالية. وأضاف أن أي حديث عن بقاء الأسد يعتبر خروجا عن إطار بيان جنيف الأول. وتابع قائلا إن الشعب السوري مصمم على الوصول إلى دولة ديمقراطية تعددية تضمن فيها حقوق جميع المكونات. أما المفاوضات بين الأطراف السورية بوساطة المبعوث الدولي العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، فستبدأ في جنيف اعتبارا من االغد، وستستمر لمدة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام.
بان كي مون: توجد اليوم فرصة لإظهار سورية دولة موحدة وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المؤتمر، معربا عن أمله في بدء العملية السياسية. وقال بان كي مون: "أمامنا تحديات هامة جدا، ولكن وجودكم هنا يبعث على الأمل. أعول على أن تضع الجهود المشتركة للمعارضة السورية والحكومة بمشاركة الدول الأخرى بداية للعملية السلمية. أشكركم على قبولكم الدعوة". وأضاف: "بالطبع، هناك خلافات بين ممثلي سورية. توجد اليوم فرصة لإظهار أن سورية دولة موحدة وهناك فرصة لتحفيز الوفد السوري ودعمه في العمل على تحقيق السلام في سورية". وتابع: "إذا كانت السلطات السورية تنتبه أكثر إلى تطلعات شعبها، لما كانت هناك ضرورة لعقد هذا المؤتمر". وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن "السلطة السورية والمعارضة يلتقيان لأول مرة لإيجاد حل سلمي للأزمة في سورية. يمثل المؤتمر فرصة كبيرة لتغيير التاريخ لصالح الشعب السوري". وانتقد بان طرفي النزاع على "عدم احترامهما للقانون الإنساني ما أدى إلى مشكلات إنسانية في البلاد". وأضاف أن توريد الأسلحة التقليدية من الخارج والمسلحين الأجانب والمجموعات الراديكالية أسهمت في تصاعد النزاع. وزير الخارجية الصيني يدعو الحكومة والمعارضة في سورية إلى التوصل لاتفاق من أجل إحلال السلام في المنطقة أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أنه يتعين على السلطة والمعارضة في سورية إبداء إرادة طيبة، والتوصل إلى اتفاق وإيجاد حل سياسي للأزمة يناسب كافة الأطراف من أجل إحلال السلام في البلاد والمنطقة. وأكد الوزير الصيني في كلمته أن المفاوضات ستصل إلى طريق مسدود في حال عدم إبداء الجانبين مرونة كافية. وقال وانغ يي إن وقف إراقة الدماء في سورية وتحويلها إلى بلد مستقر يتطلب تشكيل حكومة انتقالية، داعيا إلى ضمان الحريات السياسية والتعددية السياسية في سورية. كما دعا وزير الخارجية الصيني إلى بدء العمل الجدي لمكافحة الإرهاب. وأكد وانغ يي أن السيناريو العسكري في سورية غير مقبول، مشددا على ضرورة ضمان وحدة أراضي البلاد وتجنب تفككها. ودعا الوزير الصيني الأطراف السورية إلى تقديم المساعدات الإنسانية إلى مواطني البلاد، مؤكدا معارضة بكين لتسييس وعسكرة قضية تقديم المساعدات. وأكد أن الصين ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية إلى السوريين. فابيوس يدعو إلى الحد من الاتهامات المتبادلة والتصريحات الدعائية دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى الحد عن الاتهامات المتبادلة والتصريحات الدعائية وكذلك الأحاديث العامة عما يجري في سورية. وقال فابيوس إن المؤتمر يجب ألا يصبح ذريعة لأحد لكسب الوقت، مضيفا أن "كثرة الحديث باستخدام مصطلح "الإرهاب" كذلك يجب ألا تتم بدون تحليل الأسباب التي أدت إلى ظهوره، لأن ذلك لن يسمح لنا بإيجاد وسائل فعالة للقضاء على هذه الظاهرة".
هيغ يدعو الجانبين إلى دعم عملية المفاوضات وأكد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ من جانبه ضرورة تجنب إجهاض عملية السلام في سورية، لأن ذلك سيكلف آلاف الأرواح من الأبرياء. ودعا هيغ كلا الوفدين السوريين إلى التفكير بمستقبل سورية في هذه المفاوضات، مؤكدا أن الحكومة السورية تتحمل مسؤولية خاصة عن هذه الأزمة وأنها تحديدا تستطيع إنهاء الأزمة. كما دعا وزير الخارجية البريطاني وفد الحكومة السورية إلى التوصل إلى اتفاق مناسب للجانبين والتوقف عن القيام بخطوات من شأنها أن تؤدي إلى إفشال المفاوضات وضمان تقديم المساعدات الإنسانية. ورحّب هيغ بقرار المعارضة السورية بالمشاركة في "جنيف- 2" وحثّ وفد المعارضة على الاستمرار في هذا النهج. الفيصل: لا بد من الالتزام ببنود مؤتمر "جنيف 1" وتنفيذها قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إنه لا بد من الالتزام ببنود مؤتمر "جنيف 1" وتنفيذها، داعيا الى التركيز على ما قاله رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا وتعيين المفاوضين. وأشار الفيصل الى أن الملك السعودي اتصل 5 مرات وبشكل مباشر بالنظام السوري في محاولة "لثنيه عن استخدام العنف غير المبرر ضد شعبه في بداية الأحداث"، مشددا على أن كل المحاولات تحطمت أمام "إصرار النظام على الحل العسكري". وأضاف "يجب تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بالصلاحيات الكاملة، ومن البديهي أن لا يكون للرئيس السوري بشار الأسد او أي شخص تلطخت يداه بالدماء أي موقع في هذا الترتيب". ودعا الى "خروج القوات الأجنبية من سورية لا سيما قوات الحرس الثوري الايراني وميليشيات حزب الله، وفكّ الحصار عن المدن، وإطلاق سراح المعتقلين لدى النظام السوري، وايجاد ممرات آمنة لايصال المساعدات وبإشراف دولي. من شأن ذلك تقرير الشعب السوري مصيره بعيدا عن التدخلات الخارجية".