الهزات الارتدادية للزلزال الذي أحدثه الأمين العام للأفلان عمار سعداني، بتهجمه على المؤسسة الأمنية- المخابرات- ما تزال متواصلة في الساحة السياسية والإعلامية، والملاحظ ان أول من طالهم الزلزال وهزاته الارتدادية هم احزاب الموالاة ودعاة العهدة الرابعة، فالأحزاب التي جمعها تأييد الرئيس فرقها التهجم على الجنرال توفيق. تصدع معسكر الموالين للرئيس، والتزام الاخير الصمت حيال ما يحدث ولكن ايضا حيال موقفه من الرئاسيات سواء بالترشح او عدمه، يجعل من تسارع الاحداث في الساحة السياسية تصل الى حد الازمة. لكن كيف وصلنا الى هذا الحال؟. شخصيا أعتقد أن ما وصلنا اليه اليوم من تهجم على مؤسسات الجمهورية، وغياب للرؤية السياسية، نجد جذوره في الاجراء الذي صفق له الكثيرين عام 2008 ويتعلق الامر هنا بتعديل الدستور وفتح العهدات الرئاسية. فالحقيقة التي لا غبار عليها هي أنه لو ابقينا على العهدات الرئاسية مغلقة ووفق ما حددها دستور 96 لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم. ولهذا اصر على ان جزء كبيرا من المرض الذي اصاب الساحة السياسية والمؤسساتية يكمن في فتح العهدات التي فتحت الباب امام الطماعين والانتهازيين و"السرّاقين" لاستباحة كل القيم والأعراف وخرق القانون، وهذه مجرد وجهة نظر.