أمام الغزو الهائل من تدفق أطنان من لعب الأطفال في عدة أسواق من العاصمة وعلى رأسها سوق "بومعطي "و"ساحة الشهداء" و"سوق باش جراح " دفعنا هذا الكم الهائل من الألعاب لطرح سؤالنا حول مدى رقابة ما يستورد؟. ====لطيفة مروان وأثناء جولتنا بين محلات لعب الأطفال أخبرنا احد الباعة أن لعب الأطفال في الآونة الأخيرة مركزة في الأسواق الشعبية التي يقصدها الأولياء لشراء لعب لأطفالهم بأثمان جد منخفضة بدلا من اقتناء ها من المحلات الخاصة بها. مع العلم -يضف البائع- بأن هناك فرق كبير في أثمان هذه اللعب، فالمحلات الأصلية المخصصة فقط للعب باختلاف أنواعها تباع بأثمان مرتفعة جدا مقارنة بالسوق الموازية. لكن يقول المتحدّث "أن الشيء المؤكد أن اللعب التي تباع في محلات خاصة خاضعة للمراقبة والفحص من قبل مديرية التجارة، حيث يسلم عينة من كل لعبة للمصالح الخاصة لإخضاعها للمراقبة عكس ما يحدث في السوق الموازية، حيث تدخل الجزائر أطنان من اللعب خاصة الصينية منها بطريقة غير شرعية ودون أن تخضع لأية مراقبة والتجار الذين يستوردونها لا يهمهم سوى الربح وهم لا يهتمون إن كانت هذه اللعب تخضع للمقاييس أم لا". .. تطور الألعاب القتالية وتطورت الألعاب بصورة متوازية مع تطور المجتمعات ، وانتقلت من صورها البسيطة المتمثلة بالألعاب الخشبية والورقية والعاب الدمى إلى اعقد صورها وهي (العاب الكومبيوتر) . وفي هذا الإطار سألنا احد رواد مقاهي الانترنت التي تسمح بزيارة مواقع الألعاب القتالية فأكد لنا أن العاب الكومبيوتر ليست نجاحاً تجارياً فقط ، بل هي ظاهرة مجتمعية، ولا تتعلق أيضا بظاهرة عرضية كأية موضة، بل تمثل متنفسا فكريا برغم من سلبياته التي تقوي العدوانية وتدفع بالطفل للانفراد كما أننا رصدنا تذمر الكثير من أولياء والمربين والمثقفين يعتقدون أن هذه الألعاب تمثل عائقاً أمام قيام الأطفال بواجباتهم المدرسية ، فهي تعزلهم عن العالم داخل فضاء اليكتروني منغلق على نفسه فهو يمثل نوعاً جديداً من المخدرات . وتزداد الأمور تعقيدا مع انتشار محلات البيع والتأجير ومنتديات الألعاب في مختلف الشوارع والأحياء الراقية والشعبية على حد السواء بغض النظر عن مستواها الاقتصادي والاجتماعي. ومن الملاحظ على الألعاب العنيفة ولاسيما الألعاب القتالية التي تؤدى بحركات مختلفة وخطيرة ، مع تقديم لحظات الصراع في اللعبة بشكل أكثر تعقيداً من اجل المزيد من التسلية ، فضلاً عن أن العنف ومشاهد التدمير والدماء المنتشرة تجعل اللعبة أكثر واقعية وإثارة . ...ألعاب العنف تشعر الأطفال بالقوة على التغلب ترى الأخصائية النفسية خليدة بن علي أن اقتناء اللعب الخطيرة يعد نوعا مرضيا لا يمكن الإغفال عنه أو تجنبه كونه سيتفاقم ويصعب التحكم فيه، لذا فان مشاهد القوة وأصوات الرصاص والتفجير ومناظر الدم وأنواع السلاح كلها تمنح اللاعب الشعور بالقوة والقدرة على التغلب على الخصم داخل اللعبة. كما ان الموسيقى الصاخبة والأصوات والمناظر التي تصاحب اللعبة تجعل الأمر أكثر واقعية وتشويقاً، وهذا قد لا يتوافر في العاب أخرى، مما يعطي الألعاب التي تتضمن العنف أفضلية على غيرها من الألعاب ويجعلها أوسع انتشاراً لاسيما لدى الأطفال الذين ينبهرون بالأصوات والمناظر وأشكال الوحوش والأسلحة التي يمكنهم استعمالها بسهولة ويسر وقتل من يشاءون وتدمير كل ما يواجههم في اللعبة دون أي عقاب أو تأنيب (وهذا ما ليجدونه مطلقاً في واقع حياتهم) ، بل أن المصيبة تكمن في مبدأ (المكافأة) الذي تمنحه اللعبة على كل ذلك القتل والتدمير وسفك الدماء ، إذ يشجع الطفل بصورة عملية على الأفعال العدوانية (القتل والتدمير) من اللعبة، (أي أن الشخص الذي يجيد استعمال العنف هو الذي يفوز في اللعبة) . وتؤكد الطبيبة أن جميع الأطفال الذين يمارسون الألعاب الكومبيوترية العنيفة يميلون إلى عنف في سلوكهم، وأن التأثير قد يأخذ أشكالا أخرى. مثل الشعور بالخوف، أو أن يصبح قاسي القلب لا يتأثر أو يأبه بهذه المناظر والصور البشعة، أي أن التعرض لمشاهد العنف وممارستها من خلال الألعاب لابد أن تترك أثرا في مشاهدها لاسيما إذا ما تكررت هذه الممارسة والمشاهدة بصورة مستمرة أو يومية أحيانا .