مع اقتراب عيد الفطر المبارك، باتت مختلف الأسواق الشعبية بمدينة الشلف تعج بالعديد من المنتجات الصينية ومختلف الدول الآسيوية المصنعة والمختصة في تقليد لعب الأطفال، فهذه الألعاب قلبت موازين الأسواق وصار الطلب عليها بقوة من قبل فئات واسعة من الأطفال في الوقت الذي يعتقد آباؤهم أنها لن تشكل خطرا على صحتهم لكن قد يحدث العكس وتصبح تلك الألعاب «العادية» مصدرا للخطر باعتبار أن معظمها مصنعة من مواد بلاستيكية، ويعتقد أنها تشكل خطرا على صحة مستعمليها وغالبا ما تكون سببا في بروز أمراض جلدية خاصة أولئك الذين لم يبلغوا ثلاثة أعوام. ففي «زتقة زواوة» الضيقة والمزدحمة، عرض رجال ونساء، سلعا موحدة بمناسبة عيد الفطر، فإلى جانب بعض الأعشاب وضعوا لعب أطفال ثمنها بين 200 و450 دج. فكل الدلائل والشواهد تشير الى أن هذه الألعاب التي لا تستوفي معايير الجودة. لعب مستوردة من دول آسيوية على غرار الصين والهند وماليزيا وحتى اليابان، بدأ التجار في توريد منتجات عدة تجهل مكوناتها، باعتبار أنها لا تحتوي على أية إرشادات أو توضيحات، تغزو الأسواق الشعبية والأماكن التجارية مثلما هو الحال لأحياء السلام، زواوة، الحرية وبن سونة ووسط المدينة التي اكتسحتها عربات المتجولين في غفلة من المصالح الرسمية. وهناك شبه إجماع على أن المنتجات التي تستورد من الصين كدمى الأطفال، البنادق والسيارات والطائرات المروحية وحتى الحيوانات المحنطة والبالونات وشاحنات الحجم الكبير، باتت قلقا كبيرا لأنه من الممكن أن تصنع تلك الدمى من مواد بلاستيكية خطيرة في غياب نصائح مباشرة تمنع من اقتناء تلك اللعب بصورة عشوائية. وعلى الرغم من عدم استقبال حالات تسمم من هذا القبيل، إلا أن هذا النوع من البلاستيك يغزو الأسواق المحلية حسب شهادات بعض الأطباء العامين في الشلف، قد يتسبب في إصابة مستعمليه بسرطاني البورستات بالنسبة إلى الرجال وسرطان الثدي بالنسبة للنساء. وقال طبيب عام إن ما يمكن أن يؤثر على صحة الإنسان هو استعمال المواد أو الأدوات البلاستيكية التي تحتوي على تلك المواد، موضحا أن المراكز الطبية الدولية بدأت الأن الاهتمام بمواضيع مخاطر الأدوات البلاستيكية على صحة الإنسان، نظرا للمضاعفات الخطيرة التي تتسبب فيها هذه المواد التي تباع بأسعار تتراوح بين 500 و550 دج بالنسبة الى الألعاب الكبيرة، إذ يجذب السعر المنخفض الآباء غير القادرين على شراء اللعب التي تباع في المحلات المختصة، مما يسهل وقوعهم مرة أخرى في السوق الموازية. فالخطر برأي عديد المواطنين هو ظهور ألعاب جديدة مقلدة للأطفال يجهل مصدرها ويمكن أن تشكل خطرا على صحتهم وحياتهم، مسببة الحساسية مثل البلاستيك والمطاط التي لا تطاق روائحها حتى عند الكبار فما بالك الأطفال. وتفيد مصادر محلية بأنه تم عرض العشرات من الأطفال على الأطباء المختصين في الأمراض الجلدية في الأعوام القليلة الماضية حالات أطفال أصيبوا بمرض حساسية الجلد إثر ظهور أعراض مثل الحكة والاحمرار والطفح الجلدي لدى الأطفال لغياب معايير الجودة في مختلف المنتجات الصينية. كما اشتكى بعض الآباء من حاسة السمع لدى أولادهم لاستعمالهم بعض الألعاب الإلكترونية والموسيقية والسيارات التي تصدر أصواتا حادة. الى ذلك، قلبت المنتجات الصينية موازين الأسواق المحلية وصار التهافت عليها أكثر بكثير دون إدراك تبعاتها الصحية التي قد تنجر عن اقتناء هذه الألعاب بأثمان زهيدة.