رغم رفض الكثيرين لفكرة تعدد الزوجات بسبب استحضارهم للمشاكل التي تنتج عن هذه العلاقة، مثل الغيرة، عدم العدل بين الزوجات، عدم الاهتمام بالأبناء، إلا أن هناك فئة تدافع عن الفكرة وترى أن التعدد ليس استثناء، بل هو الأصل الذي يجب العودة إليه من أجل تجاوز مشكل "العنوسة". لطيفة مروان يقول بعض المدافعين عن فكرة تعدد الزوجات، والذي ذهب لأبعد من ذلك عندما اعتبر أن النساء هن المطالبات بالترويج لفكرة التعدد، باعتبار أن المرأة المسلمة يجب أن تحب لأختها ما تحب لنفسها وأن تساعد في نشر التعدد فهذا من أهم أبواب "الجهاد" للنساء/ رغم من أن الواقع اثبت أن العائلات تعيش في دوامة لمجرد وصول الزوجة الثانية للبيت، وهو ما تراه سمية التي عايشت تجربة التعدد كطفلة مهملة وكزوجة ثانية تعيش على الهامش. وترى مريم أيضا أن وجود أكثر من زوجة في حياة الرجل أمر غير مرحب به،فالتعدد ينتهي بخراب البيوت، وبمشاكل لا يمكن أن يتخيلها البعض. وتقول مريم التي تحتفظ في ذاكرتها بقصة لم تعش بداية تفاصيلها، لكنها عانت تداعياتها منذ سنوات طفولتها الأولى. لم يتقبل والدي وأعمامي فكرة زواج جدي من امرأة ثانية، وهو ما أدى إلى توتر العلاقة بينهم، وقد حاولت عمتي أن تستغل قربها من جدي على اعتبارها الابنة الصغرى والوحيدة بين الذكور لتقنعه بعدم الزواج، إلا أنه تمسك بقراره، تقول مريم التي أشارت إلى أن جدتها أصيبت بانهيار لتفارق الحياة أشهرا بعد هذا الزواج. في الوقت الذي اعتبر الجد أن الموت كان مقدرا، تمسك الأبناء بمسؤولية الأب عن وفاة والدتهم التي ماتت حزنا، وهو الأمر الذي لم تتقبله الابنة التي أسرت لأشقائها بأنها لن تتوانى عن تسميم الزوجة الجديدة. لم يأخذ الأشقاء تهديد شقيقتهم التي لم يتجاوز عمرها الخامسة عشر على محمل الجد، لتعمد إلى تقديم طبق من الطعام لزوجة والدها الشابة خلال غياب والدها، ثم تحججت برغبتها في زيارة بيت خالتها، إلا أن عودة الأب المفاجئة من سفره أربكت حسابات الابنة، حيث عمدت الزوجة الشابة إلى تقديم الطبق لزوجها، وتوجهت للمطبخ من أجل تحضير وجبة عشاء لجميع الأسرة. بعدما تنبه الأب لغياب الابنة أرسل شقيقها ليعلمها بعودته من السفر لارتباطه بها. بعد عودة الابنة استفسرت عن مصير الوجبة التي قدمتها لزوجة الأب، لتخبرها الأخيرة أنها قدمتها لوالدها، وبأنه سعيد جدا بها بعد أن علم أنها من حضرتها. « أخبرني والدي أن جدي بدأ يشعر بالألم مساء، وهو ما أدخل عمتي في حالة هستيرية مرددة أنها قتلت والدها .. وقتها فهم أعمامي أنه تعرض لتسمم، مما اضطرهم لأخذه نحو المستشفى، ليكتشفوا غيابها من المنزل بعد عودتهم تحت وقع صدمة وفاة جدي» تقول مريم التي لم يسبق لها أن رأت عمتها بعد أن اختفت قبل ولادتها. ساءت العلاقة بين الأبناء وزوجة والدهم الشابة التي كانت حاملا في أشهرها الأولى، يسود الحزن كلما تذكر والدي وأعمامي عمتي التي لم يعثروا عليها منذ هروبها، كما يسود التوتر في علاقتهم بزوجة جدي وابنها الذين لم يسبق لي رؤيتهما بسبب القطيعة معهم» تقول مريم التي ترى أن الكثير من القصص قد لا تنتهي بنفس الطريقة، «ومع ذلك لا يمكنني أن أتقبل مسألة التعدد، لأنها بالنسبة لي شيء غير قابل للنقاش، فالزواج يقتصر على علاقة بين شخصين لا أكثر» تقول مريم. وحسب القران الكريم فإن حكمة من تعدد زوجات النبى وأحب أن ألخصها لكم في هذه الآيات, قال تعالى {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} (37) سورة الأحزاب ,